التعليم توضح أسباب تنقيص درجات المتفوقين في مدارس السعودية رغم تحقيقهم 100%

لقد أثار إعلان وزارة التعليم السعودية عن خصم درجات من طلاب متفوقين تساؤلات واسعة النطاق. توضح الوزارة أن هذا الإجراء يأتي ضمن نظام صارم يهدف لتعزيز الانضباط السلوكي، بحيث يشمل خصم درجات الحضور والمواظبة في حال تجاوز نسب الغياب المحددة. وعلى الرغم من أن القرارات قد تبدو غير عادلة للبعض، تؤكد الوزارة أنها وسيلة للحفاظ على أداء تعليمي متوازن وشامل.
بدأ هذا الجدل بعد توضيح وزارة التعليم أسباب خصم الدرجات، وهو ينطبق على كافة الطلاب المتفوقين وغير المتفوقين على حد سواء. تعتمد الوزارة في قراراتها على لائحة تنظيمية توضح أن خصم الدرجات يتم بناءً على الغياب دون عذر رسمي. لذلك، فإن الطالب الذي لا يلتزم بالحضور في الأيام المحددة قد يكون عرضة لخصم درجات، حتى وإن كان قد حصل على العلامة الكاملة في الاختبارات النهائية.
تشير وزارة التعليم إلى أن هذا النظام هو جزء من خطتها الهادفة لتحقيق توازن بين الأداء الأكاديمي والانضباط السلوكي، مؤكدة أنه لا يستهدف تقويم التحصيل الأكاديمي فقط، بل يضع في حسبانه أيضًا الجوانب السلوكية المتعلقة بالمواظبة والانضباط. وبحسب اللائحة، فإن للغياب المباشر دون عذر تأثير مباشر على تقدير الطالب النهائي.
في سياق ذلك، يجدر الذكر أن الوزارة تلقت شكاوى متزايدة من قبل أهالي الطلاب، حيث أعربت العديد من الأسر عن استيائها من خصم الدرجات. ومع ذلك، تشير الوزارة إلى أن هذا القرار ليس جديدًا، ولكنه تم تعديله لتسليط المزيد من الضوء على أهمية المواظبة والانضباط كأحد مؤشرات التميز والالتزام بالعملية التعليمية.
ينص نظام المواظبة الجديد على أن نسبة الغياب المسموح بها محددة بحد أقصى خمس أيام متفرقة أو ثلاثة أيام متتالية للفصل الدراسي. وعليه، يتعرض الطالب الذي يتجاوز هذه النسبة لخصم درجات تصاعدي، مما يؤثر على درجة المادة الدراسية أو التقييم العام للمواظبة. وتشتمل العقوبات أيضًا على استدعاء ولي الأمر وتوثيق الإنذارات، مما قد يؤثر على مستقبل الطالب وتقديره ضمن النظام التعليمي.
تصل العقوبات في بعض الأحيان إلى خصم 10 درجات أو أكثر حسب عدد أيام الغياب، والتقييم الذي تقره المدرسة. وبالإضافة إلى ذلك، تؤكد الوزارة على أهمية الإشعارات والإنذارات التي تؤخذ في الاعتبار عند تقييم العمل الدراسي للطالب وإنجازاته.
تؤكد الوزارة إلى أن هذا النظام ليس قاسياً بل يهدف لتحفيز الطلاب على الحضور والمشاركة الفعالة في العملية التعليمية، مشيرةً إلى أن التعليم لا يكتمل بالتحصيل العلمي فقط، بل يتطلب أيضاً المواظبة الحتمية التي ترسخ قيم الالتزام والمسؤولية لدى الطالب.
تشير وزارة التعليم إلى أن الانضباط المدرسي يُعتبر أساس النجاح الحقيقي، حيث يُكسب الطالب مهارات متعددة لا تُحققها الامتحانات وحدها، مثل المهارات الاجتماعية والعمل الجماعي. لهذا السبب، لا يمكن التغاضي عن أهمية الحضور المدرسي واتباع الأنظمة التي تبني شخصية الطالب بشكل شامل.
بالتالي، أطلقت الوزارة حملات توعوية لتأكيد أهمية الحضور وتأثيره على الطيف العام لأداء الطلاب. بعنوان "غيابك يأثر"، شملت الحملة وسائل إعلامية رقمية ومقاطع فيديو تعليمية، بالإضافة إلى رسائل تنبيهية لأولياء الأمور. الهدف هو ترسيخ الوعي المرتبط بأهمية الحضور المنتظم وآثاره الإيجابية على التعلم.
ورغم الحملات والإجراءات المتخذة، تبقى هناك دعوات مستمرة من الوزارة لكافة أطراف العملية التعليمية لدعم هذا الجهد الجماعي لضمان أن يبقى التركيز على تطوير التحصيل الأكاديمي جنبًا إلى جنب مع الانضباط السلوكي، كقاعدة أساسية لبناء نظام تعليمي متقدم ومتكامل.
باتت الجهود المجتمعية لتعزيز مفاهيم الحضور والالتزام المدرسة جزءا من رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تحسين التعليم بشكل جذري عبر تجهيز طلابها بصورة شاملة للمستقبل ومتطلباته.
تصبح مثل هذه القرارات التي أثارت الجدل في المملكة مثالاً على محاولة طرح نظم تعليمية متجددة تتصف بالعدالة والصرامة في آن واحد. ويظل الهدف الرئيسي من النظام الحفاظ على توازن دقيق بين الأداء الأكاديمي والانضباط السلوكي، لضمان جميع الطلاب يسيرون على الطريق الصحيح لتحقيق النجاح المستقبلي.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط