صدمة رقمية تضرب الأردن.. عطل واتساب يقطع التواصل بين الملايين لهذا السبب

وقع ملايين الأردنيين مساء السبت في حالة ارتباك غير متوقعة عندما توقف تطبيق واتساب فجأة عن العمل، مما حال دون قدرتهم على إرسال واستقبال الرسائل. هذا الانقطاع المفاجئ الذي امتد ليشمل عدة دول حول العالم، ترك المستخدمين في حيرة من أمرهم دون إشارات واضحة من شركة ميتا، المالكة للتطبيق، حول سبب العطل أو موعد محتمل لعودة الخدمة.

تصاعد الشكاوي وتأثير العطل

تزايدت الشكاوى بشكل كبير على مواقع رصد الأعطال التقنية، حيث أفاد موقع "داون ديتيكتور" المتخصص في متابعة انقطاعات الخدمات الإلكترونية أن حوالي 81% من مستخدمي التطبيق أبلغوا عن مشكلات في إرسال الرسائل، بينما واجه 16% منهم تحديات أكبر تمثلت في انقطاعات شاملة للتطبيق. هذه الأرقام تعكس حجم الأزمة التي واجهها المستخدمون في مختلف أنحاء العالم، والتي طالت الأردن بشكل واضح.

أصبحت المشكلة أكثر تعقيداً بالنسبة للكثيرين الذين يعتمدون على التطبيق للتواصل الشخصي والمهني، خاصة مع انتشار ثقافة العمل عن بُعد والتواصل الرقمي. وتشير المعلومات المتداولة إلى أن العطل تسبب في صعوبات متفاوتة للمستخدمين، فبعضهم لم يستطع إرسال الرسائل أو استقبالها على المجموعات، بينما عجز آخرون عن تحميل تحديثات الحالة أو إجراء المكالمات عبر التطبيق.

ردود الفعل العالمية ومحاولات الاتصال

مع استمرار العطل، بدأ المستخدمون في الأردن وحول العالم بالتحول نحو منصات بديلة للتواصل، وانتشرت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى كتويتر وفيسبوك، حيث تبادل المستخدمون تجاربهم ومحاولاتهم لفهم ما يحدث. وبحسب ما تناقلته التقارير العالمية، وصل عدد المتأثرين إلى الملايين، نظراً لأن منصة واتساب تضم قرابة 3 مليارات مستخدم نشط حول العالم، ويعتبر أداة اتصال محورية للأفراد والشركات على حد سواء.

في غضون ذلك، لم تصدر شركة ميتا أي توضيحات رسمية بخصوص سبب هذا الانقطاع أو الوقت المتوقع لحله، مما زاد من حالة الإرباك. وأفادت مصادر تقنية أن الشركة على علم بالمشكلة وأن فرق الصيانة تعمل على معالجتها، لكن دون تحديد إطار زمني واضح لاستعادة الخدمة بشكل كامل، مما أثار تساؤلات حول آليات التواصل في حالات الطوارئ التقنية.

التوقعات والاحتمالات المستقبلية

مع غياب التصريحات الرسمية من شركة ميتا، تتجه التكهنات نحو احتمالية أن يكون العطل ناتجاً عن مشكلات في البنية التحتية للخوادم أو تحديثات تقنية غير مخطط لها. ويرى خبراء التقنية أن مثل هذه الانقطاعات، رغم ندرتها في الخدمات الكبرى مثل واتساب، تسلط الضوء على مدى اعتمادنا المتزايد على منصات التواصل الرقمي وهشاشة البنية التحتية التكنولوجية التي نعتمد عليها يومياً. كما تفتح هذه الحادثة الباب أمام نقاشات حول ضرورة توفر خطط بديلة للتواصل في حال حدوث مثل هذه الأعطال المفاجئة في المستقبل.

يبقى تأثير هذا العطل ملموساً في المجتمع الأردني الذي يعتمد بشكل كبير على واتساب للتواصل اليومي، سواء على المستوى الشخصي أو التجاري. ومع تزايد دمج تقنيات الاتصال في حياتنا اليومية، أصبحت هذه الانقطاعات تشكل تحديات حقيقية تتجاوز مجرد عدم القدرة على إرسال الرسائل، لتؤثر على سلاسل العمل والإنتاجية والتواصل الاجتماعي بشكل عام. وفي ظل غياب إجابات واضحة حتى الآن، لا يسع المستخدمين سوى انتظار عودة الخدمة والتفكير في بدائل مؤقتة للتواصل حتى يتم حل المشكلة بشكل نهائي.