صدمة للمقيمين.. حظر سيارات معينة في السعودية يدخل حيز التنفيذ اليوم

تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً جذرياً في سياسات تملك السيارات للمقيمين، حيث أعلنت الإدارة العامة للمرور عن قرارات جديدة تستهدف تنظيم قطاع النقل. هذه التغييرات التي جاءت ضمن سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والتنظيمية المرتبطة برؤية المملكة 2030، أحدثت موجة من التساؤلات والقلق بين أوساط المقيمين الذين سيحتاجون للتكيف مع هذا الواقع الجديد.
تهدف هذه التحديثات، حسب مصادر مطلعة، إلى رفع مستويات الأمن والسلامة المرورية وتحفيز النمو الاقتصادي في قطاع النقل، بالإضافة إلى دعم خطط المملكة الطموحة لتحقيق رؤية 2030. هذه الخطوة تأتي في وقت تسعى فيه المملكة لتنظيم سوق العمل وضمان جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، مما سيترتب عليه تأثيرات متباينة على مختلف فئات المجتمع.
وفقاً للمعلومات الصادرة عن الإدارة العامة للمرور، تشمل قائمة المركبات المحظورة على المقيمين عدة فئات رئيسية، حيث يبرز في مقدمتها مركبات النقل الجماعي التي تتجاوز سعتها سبعة ركاب. هذا الحظر يطال أيضاً مركبات النقل المأجور كسيارات الأجرة والتاكسي، بالإضافة إلى حافلات نقل العمالة بمختلف أحجامها والشاحنات الثقيلة ومركبات نقل البضائع. كما تضمنت القائمة السيارات المعدلة التي لا تستوفي المواصفات القياسية المعتمدة في المملكة، مما يعكس توجه الحكومة نحو تعزيز معايير السلامة والجودة.
وأشارت الإدارة العامة للمرور إلى أن هناك نماذج محددة من السيارات تدخل ضمن نطاق الحظر، مثل هيونداي ستاريا بمختلف موديلاتها، وسيارات شفروليه سوبربان وجي إم سي يوكون التي تتجاوز سعتها المسموح بها، بالإضافة إلى حافلات النقل التشاركي غير المرخصة ومركبات الميني باص الصغيرة. هذا القرار يؤثر بشكل مباشر على شريحة واسعة من المقيمين الذين اعتادوا على استخدام هذه الأنواع من المركبات، سواء للاستخدام العائلي أو لأغراض العمل.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه القرارات تأتي في إطار سعي المملكة لتطوير منظومة النقل وفق معايير عالمية، حيث صرح مسؤول في الإدارة العامة للمرور أن "الهدف الأساسي هو تنظيم سوق النقل وضمان الالتزام بالمعايير القياسية التي تضمن سلامة جميع مستخدمي الطرق". هذا التوجه يعكس رؤية شاملة لتحديث البنية التحتية للنقل والمواصلات في المملكة بما يتماشى مع التطلعات المستقبلية.
في المقابل، حددت الإدارة العامة للمرور معايير واضحة للسيارات المسموح بامتلاكها للمقيمين في المملكة. تتمثل هذه المعايير في عدة شروط أساسية، منها ألا تتجاوز سعة المركبة ستة ركاب، وأن تكون مخصصة للاستخدام الشخصي والعائلي فقط، مع ضرورة مطابقتها للمواصفات السعودية المعتمدة. هذه الشروط تهدف إلى ضمان استخدام المركبات للأغراض الشخصية فقط وعدم استغلالها في أنشطة نقل غير مرخصة.
ومن بين السيارات المسموح بها للمقيمين، تبرز فئة السيدان مثل تويوتا كامري ونيسان سنترا، والتي تعتبر من السيارات الشائعة الاستخدام بين المقيمين. كذلك يُسمح بامتلاك سيارات الدفع الرباعي مثل تويوتا لاندكروزر ونيسان باترول، بالإضافة إلى السيارات العائلية ذات السعة المحدودة مثل كيا كارنيفال وهوندا أوديسي، طالما التزمت بالمعايير المحددة من حيث عدد الركاب. وقد أوضحت مصادر مطلعة أن هذه القائمة ليست حصرية، وإنما المعيار الأساسي هو الالتزام بالشروط المذكورة سابقاً.
ولفتت الإدارة العامة للمرور الانتباه إلى أهمية التحقق قبل شراء أي مركبة من كونها مسموحة للمقيمين، وذلك من خلال مراجعة المواصفات الفنية مع الوكلاء المعتمدين أو الاستعلام عبر القنوات الرسمية للمرور. هذا الإجراء يساعد المقيمين على تجنب مشكلات التسجيل والترخيص لاحقاً، خاصة مع التشديد على تطبيق هذه التنظيمات الجديدة. ويمكن للمقيمين الحصول على قائمة محدثة بالمركبات المسموحة عبر تطبيق أبشر أو الموقع الرسمي للإدارة العامة للمرور.
منحت السلطات السعودية بعض الاستثناءات لفئات محددة من المقيمين، حيث يمكن للبعثات الدبلوماسية والعاملين بالسفارات الحصول على تصاريح خاصة لاقتناء أنواع معينة من المركبات. كما تشمل قائمة المستثنين الشركات الأجنبية المرخصة رسمياً للعمل في المملكة، بالإضافة إلى بعض الحالات الإنسانية التي تحظى بموافقة وزارة الداخلية. وتتضمن خطوات الحصول على هذه التصاريح الخاصة تقديم طلب رسمي للإدارة العامة للمرور، مع إرفاق كافة المستندات المطلوبة وسداد الرسوم النظامية المقررة، ثم انتظار الموافقة المبدئية.
وبالنسبة للمقيمين الذين يمتلكون بالفعل مركبات أصبحت ضمن القائمة المحظورة، فقد حددت الإدارة العامة للمرور مهلة 60 يوماً من تاريخ الإشعار للتصرف في هذه المركبات. وتتنوع الخيارات المتاحة أمامهم بين بيع المركبة محلياً أو تصديرها خارج المملكة، أو استبدالها بمركبة أخرى مسموح بها وفق الشروط الجديدة. كذلك يمكنهم التقدم بطلب استثناء في حال توافرت الشروط اللازمة، مع ضرورة مراجعة أقرب فرع للمرور خلال الفترة المحددة لتسوية أوضاعهم.
ومن بين البدائل المتاحة للمقيمين الذين يحتاجون لوسائل نقل ذات سعة أكبر، تبرز خدمات التأجير طويل الأمد من الشركات المعتمدة، والتي توفر مرونة في استخدام أنواع مختلفة من المركبات دون الحاجة لتملكها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الاعتماد على منصات النقل التشاركي مثل كريم وأوبر، أو الاستفادة من شبكات النقل العام المطورة في المدن الكبرى. هذه الخيارات تمثل حلولاً عملية للتكيف مع التنظيمات الجديدة، خاصة مع التوسع المستمر في بدائل النقل المتاحة في المملكة.
تشكل هذه التغييرات في سياسات تملك السيارات جزءاً من منظومة متكاملة تهدف إلى إعادة هيكلة قطاع النقل في المملكة العربية السعودية. ورغم التحديات المبدئية التي قد تواجه المقيمين، إلا أن هذه الخطوات تسير في اتجاه تحقيق بيئة نقل أكثر تنظيماً وكفاءة، بما يتماشى مع تطلعات المملكة لتحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة.
من المتوقع أن تؤدي هذه التغييرات إلى تحولات ملموسة في سوق السيارات السعودي، مع زيادة الطلب على المركبات المسموحة للمقيمين وانخفاض أسعار السيارات المحظورة. كما سيشهد قطاع تأجير السيارات والنقل التشاركي نمواً متسارعاً لتلبية احتياجات المقيمين. وفي النهاية، تعكس هذه الإجراءات التنظيمية نهج المملكة الثابت نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 من خلال تطوير جميع القطاعات الحيوية، بما فيها قطاع النقل والمواصلات.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط