قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

احذر من فخ التقاعد المبكر... خبير أردني يكشف المستور... تفاصيل

احذر من فخ التقاعد المبكر... خبير أردني يكشف المستور... تفاصيل
نشر: verified icon سامي الخطيب 19 أبريل 2025 الساعة 05:30 صباحاً

تشهد المملكة الأردنية زيادة ملحوظة في أعداد المواطنين الذين يختارون التقاعد المبكر، حيث كشفت المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي عن صرف أكثر من 16 ألف راتب تقاعدي مبكر خلال العام الماضي. وفق بيانات المؤسسة، بلغ العدد التراكمي للمتقاعدين مبكراً نحو 164,505 متقاعدين، وهي نسبة تتجاوز 59% مقارنة بتقاعد الشيخوخة الاعتيادي. هذه الظاهرة المتنامية تضع تحديات مالية وعملية أمام منظومة التقاعد في المملكة، وتثير تساؤلات حول استدامتها على المدى الطويل والخيارات المتاحة أمام الموظفين في القطاعين العام والخاص.

الإقبال على التقاعد المبكر

أوضح أنس القضاة، الناطق الرسمي باسم المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، أن هناك إقبالاً متزايداً على خيار التقاعد المبكر بين الموظفين الأردنيين. وقد جاءت هذه التصريحات في سياق كشفه عن صرف المؤسسة لنحو 16,333 راتباً تقاعدياً مبكراً خلال العام الماضي وحده، مما يعكس توجهاً ملحوظاً نحو إنهاء الحياة المهنية قبل بلوغ سن التقاعد القانوني. وبحسب الإحصاءات الرسمية، فإن الرقم الإجمالي للرواتب التقاعدية قد زاد بقيمة 145 مليون دينار شهرياً، ما أدى إلى وصول فاتورة مدفوعات المؤسسة خلال العام الماضي إلى ما يقارب ملياري دينار أردني. هذا الارتفاع في الإقبال على التقاعد المبكر يستدعي دراسة الأسباب الكامنة وراءه، سواء كانت متعلقة بظروف العمل، أو الحوافز المالية، أو التطلعات الشخصية للموظفين الباحثين عن مسارات مهنية بديلة.

التحديات المالية لظاهرة التقاعد المبكر

تواجه منظومة التقاعد في الأردن عدة تحديات مالية نتيجة لتزايد أعداد المتقاعدين مبكراً، حيث أشار الناطق الرسمي باسم مؤسسة الضمان الاجتماعي إلى أن المركز المالي للمؤسسة "يتأثر كثيراً بالتقاعدات المبكرة" كونها تقاعدات سابقة لأوانها الطبيعي. كما نوه القضاة بأن التأثير السلبي لا يقتصر على المؤسسة فحسب، بل يمتد ليشمل المتقاعد نفسه، الذي يحصل على راتب تقاعدي منخفض مقارنة بما كان سيحصل عليه لو انتظر حتى سن التقاعد القانوني. وفي هذا السياق، شدد على ضرورة تأخير التقاعد قدر الإمكان للحصول على راتب تقاعدي أعلى، مما يضمن مستوى معيشي أفضل للمتقاعد. هذه المعطيات تطرح تساؤلات جوهرية حول مدى استدامة نظام التقاعد الحالي في ظل الضغوطات المالية المتزايدة، وتستدعي إعادة النظر في السياسات المتبعة لتحقيق توازن أفضل بين حقوق المتقاعدين والاستدامة المالية لصناديق التقاعد.

خيارات ما بعد التقاعد المبكر

تبرز قضية العودة إلى سوق العمل بعد التقاعد المبكر كأحد التحديات الرئيسية التي تواجه المتقاعدين والمنظومة التشريعية على حد سواء. وفقاً للناطق الرسمي باسم المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، فإن القانون الحالي لا يسمح للمتقاعد مبكراً بالعودة إلى العمل بشكل مطلق. وكشف القضاة عن ضبط "أعداد كبيرة" من المتقاعدين مبكراً عادوا إلى سوق العمل بطرق غير قانونية. ومع ذلك، أوضح أن قانون الضمان الاجتماعي قد أتاح العودة إلى العمل ضمن شروط محددة، بحيث يستمر المتقاعد في الحصول على نسبة من راتبه التقاعدي مع إيقاف نسبة أخرى، ويعود للاشتراك بنظام الضمان وفق أحكام القانون. هذه الترتيبات تهدف إلى تحقيق توازن بين حق المتقاعد في العمل ومتطلبات الاستدامة المالية لنظام التقاعد، مما يتطلب مراجعة مستمرة للتشريعات ذات الصلة لضمان تلبيتها لاحتياجات جميع الأطراف المعنية.

تمثل ظاهرة التقاعد المبكر في الأردن تحدياً مزدوجاً يستوجب توازناً دقيقاً بين الحقوق الفردية والمسؤوليات المؤسسية. فمن ناحية، يمثل التقاعد المبكر خياراً شخصياً للأفراد الراغبين في تغيير مساراتهم المهنية أو الاستمتاع بمرحلة مبكرة من التقاعد. ومن ناحية أخرى، تشكل الزيادة في أعداد المتقاعدين مبكراً ضغطاً متزايداً على المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي والاقتصاد الوطني بشكل عام. تستدعي هذه المعادلة المعقدة مراجعة شاملة لنظام التقاعد بما يضمن حقوق المتقاعدين ويحقق الاستدامة المالية للمنظومة، مع تطوير آليات مرنة للانتقال بين العمل والتقاعد تستجيب للتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

اخر تحديث: 05 مايو 2025 الساعة 10:55 صباحاً
سامي الخطيب

سامي الخطيب

أنا سامي الخطيب، صحفي  في مجال الشؤون الاجتماعية والتقاعد. أمتلك خبرة تمتد لأكثر من 15 عامًا في تغطية القضايا الاجتماعية وتطورات نظام التقاعد في الأردن. أتابع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية بدقة، مما يمكنني من تقديم تقارير موثوقة وشاملة لجمهوري.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد