قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

لا تدع الفاتورة تستنزف جيبك... استراتيجيات خارقة لخفض تكلفة الكهرباء في الأردن!

لا تدع الفاتورة تستنزف جيبك... استراتيجيات خارقة لخفض تكلفة الكهرباء في الأردن!
نشر: verified icon وائل السعدي 19 أبريل 2025 الساعة 11:35 مساءاً

تشغل قضية فواتير الكهرباء وارتفاعها بال كثير من الأردنيين، خاصة مع وجود بند "فرق أسعار الوقود" الذي يضاعف قيمة الفاتورة أحياناً. يواجه المستهلكون تحدياً في فهم العلاقة بين الاستهلاك الشهري وقيمة الفاتورة، حيث تكشف التجارب الواقعية أن زيادة بسيطة في الاستهلاك قد تؤدي إلى ارتفاع ملموس في المبلغ المستحق. وتظهر الأرقام أن تخطي عتبة 300 كيلوواط شهرياً يمثل حداً فاصلاً يؤثر بشكل كبير على قيمة الفاتورة، مما يدفع المستهلكين للبحث عن طرق مبتكرة لإدارة استهلاكهم بكفاءة أكبر.

فهم أثر الاستهلاك على الفواتير

تُظهر دراسة واقعية لفواتير الكهرباء أن الفرق بين استهلاك 299 كيلوواط و333 كيلوواط شهرياً يمكن أن يصل إلى 11 ديناراً، وهي زيادة كبيرة نسبياً في قيمة الفاتورة. السبب الرئيسي وراء هذه القفزة هو بند "فرق أسعار الوقود" الذي لا يتم احتسابه على الفواتير التي تقل عن 300 كيلوواط. وفقاً للبيانات المتاحة، تبلغ قيمة الفاتورة حوالي 19 ديناراً عند استهلاك 299 كيلوواط، بينما ترتفع إلى 30 ديناراً عند استهلاك 333 كيلوواط، مما يجعل العتبة الحرجة عند 300 كيلوواط نقطة محورية للمستهلكين الراغبين في توفير أموالهم.

كما تلعب شرائح الاستهلاك دوراً مهماً في تحديد تكلفة الكهرباء، حيث تختلف التعرفة باختلاف كمية الاستهلاك. تبدأ الشريحة الأولى من 1-160 كيلوواط بتكلفة 33 فلساً لكل كيلوواط، وترتفع التعرفة تدريجياً مع زيادة الاستهلاك حتى تصل إلى 265 فلساً للكيلوواط عندما يتجاوز الاستهلاك 1000 كيلوواط شهرياً. هذا النظام التصاعدي للتعرفة يجعل من الضروري للمستهلكين فهم كيفية تأثير نمط استهلاكهم على قيمة الفاتورة النهائية، والبحث عن استراتيجيات ذكية لتجنب الوقوع في الشرائح العليا ذات التكلفة المرتفعة.

استراتيجيات لتقليل الاستهلاك

تشير الخبرات العملية إلى أن تحديد سقف يومي للاستهلاك يمثل استراتيجية فعالة للحفاظ على فواتير منخفضة. يمكن للمستهلكين وضع حد أقصى قدره 10 كيلوواط يومياً، مما يضمن عدم تجاوز الاستهلاك الشهري لعتبة 300 كيلوواط الحرجة. يساعد هذا النهج المنظم في تجنب دفع بند "فرق أسعار الوقود" الذي يضاف فقط على الفواتير التي تتجاوز هذا الحد، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع ممارسات ترشيد الاستهلاك اليومية والمراقبة المستمرة لكمية الطاقة المستخدمة.

ومن الممارسات الموصى بها استخدام الأجهزة ذات الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة، وإيقاف تشغيل الأجهزة غير المستخدمة بدلاً من تركها في وضع الاستعداد، بالإضافة إلى الاعتماد على الإضاءة الطبيعية خلال النهار وتركيب مصابيح LED موفرة للطاقة. تستلزم هذه الاستراتيجية تغييراً في نمط الحياة والعادات اليومية، لكنها تؤدي إلى توفير ملموس في فواتير الكهرباء على المدى الطويل. وتجدر الإشارة إلى أن مراقبة استهلاك الأجهزة الكهربائية عالية الاستهلاك مثل المكيفات والسخانات يعد أمراً بالغ الأهمية لتحقيق هذا الهدف.

توزيع الاستهلاك على عدادات متعددة

تبرز إحدى الاستراتيجيات الفعالة لتخفيض قيمة فواتير الكهرباء في تقسيم استهلاك المنزل على عدادين منفصلين أو أكثر. تكمن الميزة الأساسية لهذا الأسلوب في الاستفادة من نظام الشرائح المتدرجة للتعرفة الكهربائية، حيث أظهرت الحسابات أن تقسيم استهلاك 320 كيلوواط على عدادين سيضع كل عداد ضمن الشريحة الأولى (1-160 كيلوواط) بتكلفة 33 فلساً للكيلوواط، مما يخفض المبلغ الإجمالي إلى حوالي 20 ديناراً بدلاً من 30 ديناراً في حالة استخدام عداد واحد. وتزداد فعالية هذه الطريقة مع ارتفاع الاستهلاك، خصوصاً عندما يتجاوز الحد الذي يبدأ عنده احتساب فرق أسعار الوقود.

وقد أوضحت التجارب العملية أن هذا الأسلوب مناسب بشكل خاص للمنازل الكبيرة أو الشقق المشتركة، حيث يمكن توزيع الأحمال الكهربائية بطريقة مدروسة على العدادات المختلفة. على سبيل المثال، يمكن تخصيص عداد للأجهزة الأساسية مثل الثلاجة والغسالة، وآخر للإضاءة وأجهزة التكييف. يتطلب تنفيذ هذه الاستراتيجية استثماراً أولياً في تركيب عداد إضافي، لكن الوفورات المالية اللاحقة عادة ما تبرر هذه التكلفة خلال فترة قصيرة نسبياً. ينبغي الإشارة إلى ضرورة الحصول على الموافقات اللازمة من شركة الكهرباء قبل إجراء أي تعديلات على نظام العدادات لضمان الالتزام بالمتطلبات الفنية والقانونية.

يتضح من خلال هذا التحليل أن فهم آلية احتساب تعرفة الكهرباء وبند فرق أسعار الوقود يمكن أن يساعد المستهلكين بشكل كبير في تخفيض فواتيرهم الشهرية. سواء من خلال الحفاظ على الاستهلاك دون 300 كيلوواط شهرياً أو بتقسيم الاستهلاك على عدادات متعددة، يمكن للمستهلكين الأردنيين تحقيق وفورات ملموسة في نفقات الطاقة. تبقى المراقبة المستمرة للاستهلاك والوعي بنظام الشرائح التصاعدية أدوات أساسية في يد المستهلك للتحكم بفواتيره الكهربائية، مما يساهم في التخفيف من العبء المالي في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة.

اخر تحديث: 20 أبريل 2025 الساعة 06:00 مساءاً
وائل السعدي

وائل السعدي

اسمي وائل السعدي، أعمل محرّرًا للأخبار . أُركّز في عملي على متابعة المستجدّات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وأسعى دائمًا إلى تقديم تغطية شاملة 

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد