قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

زلزال عقاري يضرب الأردن... مبيعات الشقق تنهار بشكل مروع!

زلزال عقاري يضرب الأردن... مبيعات الشقق تنهار بشكل مروع!
نشر: verified icon نورة الفارسي 24 أبريل 2025 الساعة 05:35 مساءاً

تتجه الأنظار حاليًا إلى السوق العقاري في الأردن بعد تراجع ملحوظ في المبيعات، مما أثر على الحالة العامة للسوق العقاري في البلد. فالبيانات الأخيرة الصادرة عن دائرة الأراضي والمساحة تُظهر تحولاً واضحًا في التوجهات، حيث انخفضت مبيعات الشقق بشكل عام على مدى الأشهر القليلة الماضية على الرغم من بعض التحفيزات الحكومية. يستعرض هذا التقرير الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة ويحلل تأثير السياسات الحكومية الأخيرة.

انخفاض عام في مبيعات الشقق: تحليل الاتجاهات الحالية

أظهرت البيانات الصادرة عن دائرة الأراضي والمساحة أن عدد الشقق المبيعة بجميع مساحاتها قد شهدت انخفاضًا ملموسًا خلال الربع الأول من العام الحالي. يُظهر هذا التراجع ميل السوق إلى الهدوء، على الرغم من زيادة مبيعات الشقق التي تتجاوز مساحتها 150 مترًا مربعًا بنسبة 6٪ مقارنة بالعام السابق، لتبلغ 3557 شقة. ومع ذلك، تراجعت المبيعات بشكل عام مما يشير إلى تغييرات أعمق في سلوك المستهلكين واحتياجاتهم.

فيما يخص الشهر الأخير فقط، لوحظ انخفاض ملموس بنسبة 12٪ في مبيعات الشقق بجميع المساحات مقارنة بشهر مارس السابق. هذه الأرقام تعكس عدم الاتزان في الطلب وتوجهاته، حيث تأثرت الشقق الصغيرة والكبيرة على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، تبرز بيانات دائرة الأراضي والمساحة انخفاضًا في فئة الشقق التي تقل مساحتها عن 120 مترًا مربعًا، والتي تراجعت بنسبة 8٪ على أساس سنوي.

بالمجمل، تبدو المؤشرات الحالية مقلقة للمستثمرين العقاريين الذين يشهدون تراجعًا في الإقبال؛ مما يعيد التفكير في استراتيجيات الاستثمار والتطوير في القطاع العقاري، في محاولة لاستيعاب هذه التقلبات.

السياسات الحكومية وأثرها على مبيعات الشقق

في ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة، بذلت الحكومة الأردنية جهودًا ملحوظة لتعزيز القدرة الشرائية في السوق العقاري عبر مبادرات تخفيض الرسوم. أصدرت الحكومة قرارًا بإعفاء الشقق السكنية التي تزيد مساحتها عن 150 مترًا بنسبة 50٪ من رسوم التسجيل، بينما تم إعفاء الشقق التي تقل مساحتها عن 150 مترًا بالكامل من هذه الرسوم. ويهدف ذلك إلى تسهيل امتلاك السكن وتحفيز السوق لتحقيق حركة أكثر ديناميكية.

ورغم هذه الجهود، لم تظهر السياسات المطبقة التأثير المرجو في زيادة المبيعات العقارية على نحو شامل. فالواضح أن هناك عوامل مؤثرة أخرى تلعب دورًا أكبر في توجيه السوق، بحيث لم تكن هذه الإجراءات كافية لتحفيز الطلب بشكل فعال عندما يتعلق الأمر بالشقق الصغيرة والمتوسطة الحجم.

لاحقًا، ترتبط فعالية هذه السياسات على المدى البعيد بمدى استجابة المستثمرين والقطاع الخاص لهذه التحفيزات، وابتكارهم لحلول أكثر تكاملية تعزز من ثقة المشترين في السوق الأردني وتحفز الطلب الحقيقي على المساكن.

العوامل المؤثرة في انخفاض المبيعات بحسب المساحات

تتفاوت الأسباب وراء الانخفاض في مبيعات الشقق عند النظر في مختلف المساحات. بالنسبة للشقق التي تقل مساحتها عن 120 مترًا مربعًا، فإن انخفاض المبيعات بنسبة 21٪ قد يُعزى إلى الفئة المستهدفة التي تشهد تغيرًا في أولوياتها، بحيث قد تبحث عن خيارات سكنية متنوعة أكثر مرونة أو تغييرات في أنماط الإيجار والشراء.

من جهة أخرى، الشقق بين 120 و150 مترًا مربعًا، التي شهدت انخفاضًا بنسبة 2٪، تعكس جزئيًا التأثيرات التي أحدثتها التقلبات في الاقتصاد العام وزيادة أسعار المواد الأساسية والانشائية، مما يؤثر على التكلفة الإجمالية للمشروعات العقارية وبالتالي يزيد من تكاليف الامتلاك.

أما بالنسبة للعقارات التي تتجاوز مساحتها 150 مترًا مربعًا، والتي على الرغم من تحقيقها زيادات في عدد المبيعات السنوية، إلا أن الانخفاض في المبيعات الشهرية بنسبة 4٪ في مارس يشير إلى ضرورة مراجعة العروض التسويقية والتحفيزات المقدمة للاستمرار بتحقيق مكاسب في تلك الفئة.

تأثير انخفاض المبيعات على السوق العقاري والاقتصاد

إن التراجع في مبيعات الشقق لا يؤثر بشكل مباشر فقط على قطاع العقارات بل يمتد تأثيره إلى الاقتصاد بشكل عام، حيث يُعتبر نشاط السوق العقاري مقياسًا هامًا للصحة الاقتصادية. انخفاض الطلب يؤدي إلى تراجع في استثمارات البناء والتطوير، ويعكس تباطؤا في قطاعات متكاملة مثل التمويل والإنشاء والتوريد.

وتشير تقارير الخبراء إلى أن استمرار هذا الانخفاض قد يؤدي إلى تأثيرات طويلة المدى على قدرة الاقتصاد الأردني على النمو، حيث سيؤدي تراجع الاستثمار إلى تقليل فرص العمل ذات الصلة بالقطاع العقاري والتي تعد محورية في خلق فرص اقتصادية جديدة.

ومع ذلك، تظل هنالك فرص قائمة لتحويل هذا التحدي إلى فرصة للنمو، حيث يمكن للمستثمرين والشركات العقارية إعادة تقييم استراتيجياتهم، والتركيز على تطوير عقارات ميسرة تسعى لتلبية احتياجات الطبقة المتوسطة، وهي الفئة التي تشكل ركيزة السوق في المرحلة القادمة.

بناءً على التحليلات المقدمة، يمكن القول إن السوق العقاري في الأردن يمر بمعادلة معقدة تتطلب تفهمًا أعمق للعوامل المؤثرة مثل التغيرات الاقتصادية العالمية والمحلية، والتحفيزات الحكومية والديناميكيات الاجتماعية. من الضروري أن يتم التركيز على تطوير سياسات حديثة واستراتيجيات فعالة قادرة على تشجيع الاستثمار العقاري مرة أخرى في ظل هذه التحديات، مما يعزز من قدرة الاقتصاد على تجاوز مرحلة الركود والعودة إلى نمط النمو المستدام.

اخر تحديث: 24 أبريل 2025 الساعة 05:35 مساءاً
نورة الفارسي

نورة الفارسي

أتمتع بخبرة تمتد لأكثر من خمسة عشر عامًا في تغطية القضايا الاقتصادية الرئيسية والتحليل المالي في الخليج ومصر.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد