انهيار مفاجئ.. الذهب في الأردن يسجل أدنى مستوياته منذ أشهر! وهذا سعر الغرام

شهدت أسواق الذهب في الأردن انخفاضاً ملحوظاً في الأسعار خلال الأيام القليلة الماضية، حيث سجلت المعدلات أدنى مستوياتها منذ أشهر وفقاً لآخر تسعيرة صادرة عن نقابة تجار الحلي والمجوهرات. يأتي هذا الانخفاض في ظل تغيرات اقتصادية متتالية تشهدها الأسواق المحلية، مما جعل المستثمرين والمواطنين يراقبون حركة الأسعار بترقب شديد.
كشفت التسعيرة الثانية الصادرة يوم الإثنين عن تراجع كبير في أسعار الذهب بمختلف عياراته في السوق الأردني. وأفادت نقابة تجار الحلي والمجوهرات أن سعر بيع غرام الذهب من عيار 21، الأكثر تداولاً محلياً، بلغ 65.300 دينار، فيما وصل سعر الشراء إلى 63.300 دينار. أما بالنسبة للذهب من عيار 24 الأعلى نقاوة، فقد وصل سعر البيع إلى 74.900 دينار والشراء عند 72.500 دينار. وبالنسبة للعيارات الأخرى، سجل عيار 18 سعر بيع وشراء عند 58.200 و54.200 دينار على التوالي، بينما استقر عيار 14 عند مستويات 44.1 دينار للبيع و39.5 دينار للشراء.
يعود هذا الانخفاض الحاد في أسعار الذهب إلى مجموعة من العوامل المترابطة، أبرزها تراجع أسعار الذهب عالمياً نتيجة ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي وتزايد العائد على سندات الخزينة الأمريكية. ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية دفعت المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة أخرى غير الذهب. كما أن تحسن بيانات الاقتصاد الأمريكي وتراجع التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب أدى إلى ضغط هبوطي إضافي على أسعار المعدن الأصفر. وتنعكس هذه التطورات مباشرة على السوق المحلي الأردني الذي يتأثر بشكل مباشر بالتغيرات العالمية.
يحمل هذا الانخفاض في أسعار الذهب تأثيرات متباينة على مختلف شرائح المجتمع وقطاعات السوق الأردني. فمن جهة، يعتبر انخفاض الأسعار فرصة ذهبية للمقبلين على الزواج وللمستهلكين الراغبين باقتناء المجوهرات بأسعار أقل من المعتاد. بينما تشير تقارير محلية إلى أن تجار الذهب يشهدون تراجعاً في هامش الربحية، خاصة أولئك الذين اشتروا مخزوناً بأسعار مرتفعة قبل فترة الانخفاض. هذا وتوقع متخصصون في القطاع أن يؤدي انخفاض الأسعار إلى تنشيط حركة البيع والشراء في الأسواق التي عانت من ركود نسبي خلال الفترات السابقة بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين.
تشير الاتجاهات الحالية في سوق الذهب الأردني إلى احتمالية استمرار حالة التذبذب في الأسعار خلال الفترة المقبلة، مع ترجيح استقرارها عند المستويات الحالية في المدى القصير. ويبقى سوق الذهب مؤشراً اقتصادياً مهماً يعكس الحالة العامة للاقتصاد، خاصة في مجتمع يعتبر فيه الذهب ملاذاً آمناً ومخزناً للقيمة ورمزاً اجتماعياً في الوقت ذاته. وعلى المستثمرين والمواطنين متابعة التطورات بعناية ودراسة الفرص المتاحة حالياً في ظل هذا الانخفاض الذي قد لا يستمر طويلاً مع تقلبات الأسواق العالمية المستمرة.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط