عالقة على الحدود: 6 آلاف شاحنة مساعدات تنتظر دخول غزة بينما يحتاج السكان 500 شاحنة يومياً

ما يقارب ستة آلاف شاحنة مساعدات إنسانية تقف عالقة على الحدود بانتظار تصريح للعبور إلى غزة، في حين يحتاج سكان القطاع إلى نحو 500 شاحنة يوميًا لتلبية احتياجاتهم الأساسية. الأزمات الإنسانية في غزة تتفاقم تحت وطأة الحصار الإسرائيلي المستمر، ما وضع القطاع على شفا المجاعة الكبرى.
أوضحت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الغذائية والمواد الأساسية تنتظر منذ أسابيع الضوء الأخضر للدخول إلى القطاع المحاصر. وذكر فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، أن "إسقاط المساعدات الجوية يعد خيارات مكلفة وغير كافية، إذ يكلف الإنزال الجوي أضعاف تكلفة النقل برا."
في هذا السياق، أشار تقرير من منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن إسرائيل تستخدم ما وصفته بـ"التجويع كسلاح حرب" ضد المدنيين الغزّيين. وأوضحت الأمينة العامة للمنظمة، وكيلة الأمل، أن "إغلاق المعابر شل قطاع غزة وأضعف القدرات على تلبية الحاجات الأساسية للسكان."
في تطور له دلالة ديبلوماسية، يزور قطاع غزة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لتقييم أوضاع توزيع المساعدات ومراقبة التنفيذ الميداني، وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل. وتزامنت الزيارة مع تصعيد حاد في العمليات العسكرية واستمرار النزاع السياسي بين حماس وإسرائيل، إذ تعد المفاوضات لإنهاء النزاع الحالي وإعادة فتح قنوات الإغاثة بمثابة تحدي كبير للمجتمع الدولي.
وترى الأمم المتحدة ضرورة تسهيل عبور المساعدات عبر الحدود البرية لتحقيق نقل فعال وآمن وسريع للمساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين. تشير الإحصائيات إلى أن الاحتياجات الفورية لغزة تقدر بأكثر من الحد الأدنى المتاح حاليًا، مما يعكس فجوة حرجة في إدارة الإغاثة.
وليس التحدي في التعاون الدولي أقل أهمية، حيث تعتبر الجهود الأردنية المبذولة بصمت مثالًا يُحتذى في الدعم الإنساني المتواصل، إذ تساهم المملكة في إرسال شاحنات إغاثة للحد من الأزمة بقدر الإمكان، دون ضجيج إعلامي كما أشاد بذلك د. دهمه الحجايا في مقالها.
وبالرغم من هذه الجهود، إلا أن المساعدات تبقى دون المستوى المطلوب لاستجابة فعّالة، ما يجعل الوضع في القطاع أسوأ يومًا بعد يوم. يبقى الحوار والضغط السياسي أدوات ضرورية لفتح المعابر وتحقيق الدعم المطلوب للشعب الفلسطيني في غزة.
كما يمكن متابعة المزيد حول ذلك عبر مؤسسة غزة الإنسانية أو متابعة التغريدات ذات الصلة على منصة تويتر للاطلاع على آخر التطورات والتحليلات فيما يخص الوضع الإنساني في غزة. ويدعو نشطاء المجتمع الدولي للعمل على إيجاد آلية سلسة تضمن وصول المساعدات إلى من هم في أمسِّ الحاجة إليها.
مع استمرار التضييق، يبقى الأمل في الاستجابة الدولية الحقيقية لتخفيف المعاناة المستمرة التي يعيشها سكان غزة يومًا بعد يوم.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط