تحويل 10% من استثمارات الضمان يخفض الدين العام ويخلق 40 ألف وظيفة.. كيف؟
قم بمشاركة المقال
في سياق متزايد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية، يبرز السؤال حول إمكانية تحويل صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي إلى أداة استراتيجية لتقليص الدين العام الأردني، وخلق فرص عمل جديدة تصل إلى 40 ألف وظيفة. يتزامن هذا مع الحديث عن إعادة توجيه 10% من استثمارات الصندوق نحو مشاريع إنتاجية.
تشير التقارير إلى أن الحكومة الأردنية مدينة لصندوق استثمار أموال الضمان الإجتماعي بمبلغ يقارب 9.83 مليار دينار، مما يمثل 57% من إجمالي أصول الصندوق. هذا الوضع يجعل من الضروري البحث عن بدائل تستند إلى تحويل الصندوق من ممول للعجز إلى مستثمر قد يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي على المنظور الطويل.
خبير الشؤون الاقتصادية، د. حمد الكساسبه، يؤكد أن معالجة الوضع المالي الحالي تتطلب تحولاً استراتيجياً للصندوق من مجرد مقرض تقليدي إلى مؤسسة استثمارية فعالة. ويقترح الكساسبة أن تتم مراجعة محفظة السندات الحالية للصندوق بهدف تحويل جزء منها إلى استثمارات أكثر إنتاجية دون التأثير على سيولة الصندوق.
من جهة أخرى، يظهر أداء الصندوق المالي في النصف الأول من عام 2025 تقدماً ملموساً، حيث بلغت موجوداته 17.3 مليار دينار، بزيادة قاربت 1.2 مليار دينار عن بداية العام، فيما ارتفع الدخل الشامل بنسبة 119% ليصل إلى 1.1 مليار دينار. يعكس هذا الأداء المتميز قوة الاستثمار المالي، إلا أنه لا يخلو من التحديات البنيوية المرتبطة بتركيز الصندوق في سندات الحكومة، ما قد يشكل خطراً مستقبلياً في حال حدوث تقلبات مالية.
تقترح الدراسات إمكانية إنشاء برنامج للمبادلة بين الدين الحكومي واستثمارات مباشرة في مشاريع استراتيجية وطنية مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية، ما من شأنه تعزيز التدفقات النقدية المستدامة ومساعدته في خفض الاعتماد الكلي على القروض الداخلية والخارجية.
كما ذكر المحلل المالي وائل منسي، فإن الصندوق يمكن أن يسهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية من خلال تبني استراتيجيات استثمارية جديدة توازن بين الربحية والاستدامة. تأتي هذه الرؤية في وقت يشهد فيه الصندوق نمواً في الدخل الشامل واهتماماً متزايداً بالاستثمار في المشاريع الوطنية الكبرى.
الخلاصة، يبقى التحول في استراتيجيات صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي موضوعاً محط اهتمام وتفكير لصناع القرار في الأردن، بهدف الحفاظ على الأمن المالي للمشتركين وتحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص عمل مستقبلية.
وائل السعدي
اسمي وائل السعدي، أعمل محرّرًا للأخبار . أُركّز في عملي على متابعة المستجدّات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وأسعى دائمًا إلى تقديم تغطية شاملةقم بمشاركة المقال
