قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

61,776 شهيداً في غزة.. كيف تحولت المجاعة إلى سلاح قتل ضد 106 طفلاً؟

61,776 شهيداً في غزة.. كيف تحولت المجاعة إلى سلاح قتل ضد 106 طفلاً؟
نشر: verified icon

سياق سعودي

15 أغسطس 2025 الساعة 10:35 صباحاً

سجلت مستشفيات قطاع غزة 4 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا الجوع إلى 239 شهيداً من بينهم 106 أطفال. هذه الأرقام المفجعة تكشف كيف تحولت المجاعة إلى سلاح قتل فتاك في يد قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطفال والمدنيين العزل في القطاع المحاصر.

وأعلنت المصادر الطبية ارتفاع إجمالي حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 61,776 شهيداً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.

تتصاعد المأساة الإنسانية يوماً بعد يوم في ظل السياسة الممنهجة للحصار والتجويع التي تتبعها سلطات الاحتلال، حيث تغلق جميع المعابر مع القطاع منذ الثاني من مارس الماضي وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية. هذا الحصار الخانق أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة.

واستشهد 54 فلسطينياً وأصيب 831 آخرون خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينهم 22 شهيداً من منتظري المساعدات الغذائية الذين استهدفتهم قوات الاحتلال أثناء محاولتهم الحصول على الطعام لسد رمق أطفالهم. هذا الاستهداف المباشر للمجوعين يكشف البعد الوحشي لاستخدام الطعام كسلاح حرب.

تشهد مدينة غزة وضعاً كارثياً خاصاً، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ خطط احتلال المدينة مع استكمال حملة التهجير القسري لمئات الآلاف من السكان جنوباً. في المقابل، تستمر الغارات الدموية على مناطق متفرقة، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى يومياً وسط استمرار صعوبة وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إلى الضحايا تحت الركام.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، موضحة أن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة. وتشير التقارير إلى أن ما يقارب واحداً من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد، في حين حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين من أن سوء التغذية بين الأطفال قد تضاعف بين مارس ويونيو نتيجة لاستمرار الحصار.

وفي حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، دمر الجيش الإسرائيلي أكثر من 300 منزل خلال الأيام الثلاثة الماضية، ضمن عملية عسكرية مركزة تخللتها أعمال قصف ونسف مركزة للمنازل. هذا التدمير الممنهج يأتي في إطار تنفيذ خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.

تتزامن هذه الجرائم مع مشاهد مروعة من التجويع الممنهج، حيث تستهدف قوات الاحتلال بشكل مباشر تجمعات المدنيين قرب مراكز توزيع المساعدات. ففي خان يونس جنوب القطاع، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على مجموعة من المواطنين قرب مركز مساعدات، ما أدى لاستشهاد خمسة مواطنين وإصابة العشرات.

ويشهد محور نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه مشاهد يومية من استهداف الفلسطينيين الباحثين عن الطعام، حيث تحتل قوات الاحتلال هذه المنطقة الاستراتيجية وتمنع السكان من الاستقرار فيها أو التوجه إليها إلا في نطاق محدود للحصول على المساعدات.

وارتفع إجمالي شهداء "لقمة العيش" ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,881 شهيداً والإصابات إلى 13,863 مصاباً، في مؤشر صادم على حجم المعاناة التي يواجهها السكان المدنيون في سعيهم للحصول على الحد الأدنى من الغذاء لإبقاء أطفالهم على قيد الحياة.

وعلى الصعيد السياسي، يواصل وفد حركة حماس برئاسة خليل الحية اجتماعاته في القاهرة مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، للاطلاع على تفاصيل مقترح مطور يعمل عليه الوسطاء في مصر وقطر لوقف الحرب. هذه الجهود الدبلوماسية تأتي في وقت حرج، فيما يستمر الاحتلال في تطبيق سياسة التجويع الممنهج ضد أطفال ونساء غزة.

وتؤكد هذه التطورات أن ما يحدث في غزة يتجاوز مجرد أزمة إنسانية ليصل إلى حد استخدام الجوع كسلاح إبادة جماعية، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب شاملة يشنها الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023. فمن بين 106 أطفال لقوا حتفهم جراء المجاعة، كل طفل يمثل قصة مأساوية لعائلة فقدت فلذة كبدها بسبب سياسة التجويع المتعمدة.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن استهداف منتظري المساعدات يأتي ضمن استراتيجية ممنهجة لتعميق المعاناة الإنسانية، حيث يواجه المدنيون خياراً مستحيلاً بين الموت جوعاً أو الموت تحت نيران الاحتلال أثناء البحث عن الطعام. هذا الواقع المرير يجعل من المجاعة سلاحاً فتاكاً يحصد أرواح الأبرياء، خاصة الأطفال الذين يشكلون النسبة الأكبر من ضحايا هذه السياسة الوحشية.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد