أمير سعودي بارز في الـ80 من عمره يصف نتنياهو بـ'المجرم والمختل' ويكشف السبب وراء تغيير نبرته الدبلوماسية


وجه الأمير تركي الفيصل، رئيس المخابرات السعودية الأسبق البالغ من العمر 80 عاماً، انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بـ"المجرم والمختل" خلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة CNN الأمريكية.
وأكد الأمير تركي الفيصل في تصريحات استثنائية بحدتها أن المملكة العربية السعودية ترفض بشكل قاطع أي تطبيع مع إسرائيل في ظل قيادة بنيامين نتنياهو الحالية، مشدداً على أنه "لا سبيل لأن تقوم المملكة بالتطبيع مع مجرم كهذا أو مختل إبادة جماعية".
وفي هذا السياق، برر الأمير السعودي تغيير نبرته الدبلوماسية التقليدية بقوله: "أنا في الثمانين من عمري الآن، لم يتبق لي الكثير من الوقت لأعيشه، لقد سئمت مما أسمعه لا من نتنياهو فحسب، بل من مؤيديه أيضاً". وأضاف أن وصف نتنياهو بأنه "منقذ إسرائيل" من قبل البعض في الولايات المتحدة "يثير غضبي، أن يصف أحد ما مختلاً عقلياً يقترف إبادة جماعية بهذه المصطلحات".
وخلال المقابلة مع المذيعة كريستيان أمانبور، أشار الفيصل إلى أن المملكة حافظت على موقف ثابت من خلال مبادرة السلام العربية التي طرحتها عام 2002، والتي "ما زالت مطروحة على الطاولة". وأوضح أن هذه المبادرة "مبنية على قرارات مجلس الأمن الدولي، ويجب أن يسود القانون الدولي في هذه القضايا وليس التخلي عنه ببساطة وعرض مكافأة لقاتل مختل مثل السيد نتنياهو".
كما انتقد الأمير السعودي بشدة رؤية نتنياهو لما يسمى "إسرائيل الكبرى"، موضحاً أن "السيد نتنياهو يتحدث الآن عن صورة توراتية من نوع ما لإسرائيل وهو لا يخفيها، بل حتى يظهرها على الخرائط وأنها ستكون من النهر إلى النهر من النيل إلى الفرات". وتساءل بقوله: "فما الذي سيسعى له؟ أم سيمضي لاحتلال المناطق السورية واللبنانية والعراقية إلى جانب فلسطين ومصر؟".
ولفت الفيصل إلى الجهود السعودية المستمرة من أجل السلام، مشيراً إلى أن "المملكة وفرنسا ودول أخرى طرحت خطة لإنهاء القتال في غزة والمضي قدماً نحو إنهاء الأعمال العدائية بين إسرائيل وجيرانها". وأكد أن "هناك تاريخ طويل من العمل السعودي من أجل السلام، التطبيع لن يأتي قبل أيٍّ من ذلك".
وبشأن اقتراح نتنياهو لإجلاء سكان غزة إلى دول أخرى، اعتبر الأمير السعودي أن ذلك "بمثابة مكافأة لإرهاب نتنياهو"، مؤكداً أن "مرتكب الإبادة الجماعية يريد تبرير الأمر بطرد الشعب الفلسطيني، ليس فقط من خلال أعمال الإبادة الجماعية، بل أيضاً التطهير العرقي".
وردّ الفيصل على اقتراح إرسال فلسطينيي غزة لدول أخرى بالقول: "الأمر ليس متروكاً للسعودية أو مصر أو إسرائيل أو المملكة المتحدة أو أمريكا. أهل غزة هم من ينبغي أن يُسألوا". وأضاف أنه إذا كان نتنياهو "جاداً في ذلك، فعليه وقف القتال، والسماح للمساعدات الإنسانية بالعودة مجدداً، ومعرفة ما إذا كان سكان غزة يريدون المغادرة".
وعندما أشارت مذيعة CNN إلى أنها لم تسمعه "أبداً" بمثل هذه الصراحة في اتهامه للحكومة الإسرائيلية رغم المقابلات السابقة معه، أوضح الأمير أن الأمر "ليس مقتصراً على الليلة فقط"، مضيفاً: "لو كنت تستمعين إلى تصريحاتي وقرأت مقالاتي، لرأيتني أقول أشياء مماثلة في الماضي".
وأثارت تصريحات الأمير تركي الفيصل تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن هذه التصريحات تعكس موقفاً سعودياً ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية ورفضاً واضحاً لأي تطبيع في ظل الأوضاع الراهنة. كما رأى محللون أن هذه التصريحات تمثل تحولاً في الخطاب الدبلوماسي السعودي نحو مزيد من الصراحة والوضوح في التعامل مع الممارسات الإسرائيلية في المنطقة.
يُذكر أن مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية عام 2002 تدعو إلى تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل مقابل انسحاب الأخيرة من الأراضي المحتلة منذ عام 1967 وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وهي المبادرة التي تتمسك بها المملكة كأساس لأي تطبيع مستقبلي.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط