قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

بعد 3 ساعات من المحادثات في ألاسكا.. ترامب يوافق على الشروط الروسية بينما زيلينسكي يرفض التنازل عن الأراضي

بعد 3 ساعات من المحادثات في ألاسكا.. ترامب يوافق على الشروط الروسية بينما زيلينسكي يرفض التنازل عن الأراضي
نشر: verified icon

سياق سعودي

17 أغسطس 2025 الساعة 10:15 مساءاً

كشفت مصادر دبلوماسية أمريكية أن الرئيس دونالد ترامب أبدى موافقته على الشروط الروسية الرئيسية خلال محادثاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة ألاسكا التي استمرت 3 ساعات، بينما رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل قاطع التنازل عن أي أراض أوكرانية.

وفقاً لما نقلته قناة "فوكس نيوز" عن مصادر دبلوماسية أوروبية، فإن ترامب وافق على مطلب بوتين الأساسي بفرض موسكو سيطرة كاملة على إقليم دونباس شرق أوكرانيا كجزء من شروط التسوية المحتملة. كما أيد الرئيس الأمريكي اقتراح نظيره الروسي بتجميد خطوط الجبهة في المناطق الأخرى من أوكرانيا لضمان التوصل إلى اتفاق نهائي.

تضمنت الشروط الروسية التي ناقشها الزعيمان أيضاً منح اللغة الروسية صفة رسمية في أوكرانيا وحماية الكنيسة الأرثوذكسية، وفقاً لما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" سابقاً. وأشار ترامب في تصريحات تلفزيونية إلى أن المفاوضات شملت نقاطاً متعلقة بحلف شمال الأطلسي والتدابير الأمنية وتبادل الأراضي.

في المقابل، أكدت مصادر وكالة "رويترز" أن زيلينسكي أبلغ ترامب خلال محادثتهما عقب قمة ألاسكا أن تنازل أوكرانيا عن كامل أراضي دونباس "أمر مستحيل". ويأتي هذا الموقف الأوكراني الصلب في ظل استعدادات لاجتماع حاسم يوم الاثنين في البيت الأبيض بين زيلينسكي وترامب.

وصف ترامب المحادثات مع بوتين بأنها حققت "تقدماً كبيراً"، مؤكداً في منشور على منصة "تروث سوشيال" وجود تطورات مهمة في الملف الروسي. وقال الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة وروسيا "قريبتان جداً من التوصل إلى اتفاق، وعلى أوكرانيا أن توافق عليه"، موجهاً نصيحة مباشرة لزيلينسكي بـ"عقد صفقة".

من جانبه، وصف بوتين قمة ألاسكا بأنها كانت "في الوقت المناسب ومفيدة جداً"، مؤكداً أن المحادثات كانت "صريحة وجوهرية للغاية" وأنها "تقربنا من القرارات الضرورية". وأشار الرئيس الروسي إلى أن هذا النوع من المفاوضات المباشرة على هذا المستوى لم يحدث منذ وقت طويل.

أعلنت عواصم أوروبية عديدة مشاركة قادتها في الاجتماع المقرر يوم الاثنين في واشنطن، حيث سيشارك المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. كما ستشارك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، إلى جانب الأمين العام لحلف الناتو مارك روتّه.

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن واشنطن تفضل "اتفاق سلام شامل" بدلاً من هدنة مؤقتة، نافياً وجود أي التزام أمريكي بخصوص الأراضي الأوكرانية. وأكد روبيو أن الولايات المتحدة "لا تدعم سيطرة موسكو الكاملة على إقليم دونباس"، مشدداً على أن القرار النهائي بشأن الأراضي يعود إلى كييف نفسها.

حذر وزير الخارجية الأمريكي من أن فشل المسار التفاوضي قد يؤدي إلى استمرار العقوبات ضد موسكو وربما فرض عقوبات إضافية. وقال روبيو: "إذا فشلنا في التوصل إلى اتفاق فإن العقوبات ستستمر وربما تتوسع"، مؤكداً أن واشنطن "لا تعتبر نفسها طرفاً في الحرب" لكنها تواصل دعم كييف.

في تطور متصل، أجرى بوتين سلسلة اتصالات مع قادة بيلاروسيا وكازاخستان وأوزبكستان لإطلاعهم على نتائج قمة ألاسكا. وبحسب الكرملين، هنأ الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكايف بوتين على النتائج المحققة، مؤكداً أن المحادثات ساهمت في تعزيز فهم واشنطن للموقف الروسي.

أبدى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في مكالمة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أمله في أن تفضي المحادثات التي بدأت في ألاسكا إلى تحقيق سلام دائم بمشاركة أوكرانيا. وأكد فيدان استعداد تركيا للمساهمة بما تراه مناسباً في هذا الإطار، مما يعكس الاهتمام الإقليمي بتطورات المفاوضات.

تأتي هذه التطورات في ظل ترقب دولي واسع لنتائج الاجتماع المقرر بين ترامب وزيلينسكي، والذي قد يحدد مسار المفاوضات مستقبلاً. ويتوقع مراقبون أن يسعى الوفد الأوروبي المرافق لزيلينسكي إلى إقناع ترامب بالتمسك بالمبادئ الأساسية لأي تسوية، خاصة تلك المتعلقة بضمانات أمنية موثوقة لأوكرانيا.

بينما يتقدم دونالد ترامب بخطة تسوية تتضمن تنازلات إقليمية مهمة، يواجه تحدياً كبيراً في إقناع فلاديمير بوتين وزيلينسكي بالوصول إلى نقطة وسط مقبولة للطرفين، خاصة وأن الموقف الأوكراني الرافض للتنازلات الإقليمية يضع عقبات جدية أمام أي تسوية شاملة.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد