حداد سعودي يتحدى حرارة 50 درجة بدون تكييف.. 35 عاماً من الإصرار على حفظ تراث الأجداد


يتحدى عبدالعظيم محمد الجنبي درجات الحرارة الحارقة التي تصل إلى 50 درجة مئوية في محافظة القطيف، رافضاً استخدام أجهزة التكييف في ورشته، مواصلاً رحلة عمره مع مهنة الحدادة التي امتدت لـ 35 عاماً كاملة. هذا الحداد السعودي الاستثنائي يجسد معنى الإصرار الحقيقي على حفظ تراث الأجداد في عصر تهيمن عليه التكنولوجيا الحديثة.
"ورثت مهنة الحدادة أباً عن جد، وكان عندي شغف كبير بها، لأنه من دون شغف ما تقدر تتقنها"، يقول الجنبي في حديثه الذي يكشف عن سر استمراريته في هذه المهنة الشاقة. ويؤكد أن طبيعة العمل القاسية تتطلب حباً حقيقياً للمهنة، مشيراً إلى أن "الحرارة العالية لا يتحملها إلا من يحبها".
رغم توفر وسائل التبريد الحديثة، يفضل الجنبي العمل في بيئته التقليدية دون تكييف، معتبراً أن تجربة العمل الأصيلة جزء لا يتجزأ من ممارسة المهنة. "الجو حار ودرجة الحرارة تصل إلى 50، ومع ذلك أستمتع في العمل وطق الحديد، بل إذا جلست في البيت أشعر أنني بحاجة للحركة"، يوضح الحداد السعودي كيف تحولت المهنة إلى جزء من كيانه الشخصي.
ينتج الجنبي مجموعة متنوعة من الأدوات التراثية التي تخدم البيئة المحلية، حيث يصنع "أدوات زراعية وبحرية متعددة مثل عمود العتلة، والفأس، والمسحة، والمحيش، والبورات الخاصة بالبحر". هذه المنتجات التقليدية تحافظ على هويتها الأصيلة وتلبي احتياجات المجتمع المحلي منذ أجيال متعاقبة.
يعكس إصرار الجنبي على مواصلة عمله بالطرق التقليدية رسالة قوية حول أهمية الحفاظ على الحرف التراثية في وجه التطورات التكنولوجية المتسارعة. حيث يؤكد أن "هذه الصناعات لازمتنا منذ أجيال، والحمد لله ما زلنا مستمرين فيها"، مشدداً على أن التمسك بالتراث لا يعني رفض التقدم، بل الحفاظ على الهوية الثقافية الأصيلة.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط