اعتقال قادة ثاني أكبر مستودعات عسكرية في عهد الأسد يثير احتفالات شعبية بتوزيع الحلوى


ألقت قوات الأمن الداخلي في سوريا القبض على العقيد يائيل حسن العلي، قائد مستودعات مهين العسكرية، ونائبه الضابط وجيه إبراهيم، في عملية أمنية أثارت احتفالات شعبية واسعة بتوزيع الحلوى في البلدات المحيطة.
وكشفت قناة "الإخبارية" الرسمية السورية عن أن العملية استهدفت المسؤولين عن ثاني أكبر مستودعات عسكرية في عهد النظام السابق، حيث يواجه المعتقلان اتهامات خطيرة بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين.
اندلعت الاحتفالات في بلدة مهين بريف حمص الشرقي فور مرور الموكب الأمني الذي نقل العقيد العلي ونائبه، حيث أطلق الأهالي الأعيرة النارية في الهواء وتبادلوا الحلوى كتعبير عن فرحتهم بتحقيق العدالة.
وتشير الاتهامات الموجهة للضابطين إلى مسؤوليتهما عن تدمير بلدات كاملة ومقتل واختفاء عشرات من أهالي المنطقة عند الحواجز العسكرية، خاصة في بلدات مهين والقريتين وحوارين. كما يتم ربط هذه الاتهامات بالرائد مصطفى خضر الذي تم اعتقاله سابقاً في نفس القضية.
ويُعتبر العقيد يائيل حسن العلي، المنحدر من خربة المعزة التابعة لصافيتا في محافظة طرطوس، شخصية محورية في الانتهاكات المرتكبة خلال السنوات الماضية، حيث كان مسؤولاً عن إدارة مستودعات مهين الاستراتيجية التي تضم ثاني أكبر مخزون ذخيرة في سوريا.
شهدت هذه المستودعات أحداثاً دراماتيكية عبر السنوات، بدءاً من المعارك الضارية عام 2013 بين قوات النظام والفصائل المعارضة، مروراً بسيطرة تنظيم "داعش" عليها عام 2015، وصولاً إلى تسليمها للميليشيات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني عام 2019.
تأتي عملية الاعتقال ضمن إجراءات التحقيق والمواجهات مع أهالي البلدات المتضررة، حيث تم إحضار المتهمين إلى بلدة مهين للمشاركة في عمليات التحقيق المباشرة مع الضحايا وذويهم.
وتمثل هذه العملية خطوة مهمة في مسار العدالة الانتقالية التي تشهدها سوريا، حيث تسعى السلطات الجديدة لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المرتكبة خلال عقود من القمع والاستبداد.
كما تعكس الاحتفالات الشعبية العفوية التي شهدتها البلدات المحيطة عمق المعاناة التي عاشها الأهالي تحت وطأة هذين الضابطين، والشعور بالارتياح لرؤية العدالة تأخذ مجراها أخيراً بعد سنوات طويلة من الانتظار والألم.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط