كيف استعادت امرأة صوتها بعد فقدانه عامين.. والزنك يكشف سر علاج فقدان السمع


تعيش امرأة في دولة فيتنام قصة ملهمة للتعافي تُظهر قوة الإرادة والعلم الطبي المتقدم، حيث نجحت في استعادة صوتها بعد فقدانه التام لمدة عامين كاملين بسبب نوبة إنفلونزا مدمرة. هذه الحالة الاستثنائية تسلط الضوء على دور التدريب الصوتي المكثف كعلاج فعال، بينما تكشف أحدث الأبحاث العلمية عن دور معدن الزنك الحيوي في علاج فقدان السمع الناجم عن الضوضاء.
انقلبت حياة السيدة د.هـ رأساً على عقب عندما اختفى صوتها تماماً بعد إصابتها بالإنفلونزا، حيث عجزت عن إصدار أي صوت باستثناء الهمس الخافت. اضطرت للتوقف عن عملها وسافرت لمدة عامين كاملين بين المستشفيات من الجنوب إلى الشمال، مجربة جميع الطرق العلاجية من الطب الغربي إلى الشرقي دون جدوى. استنفدت مواردها المالية ودخلت في ضغوط نفسية طويلة الأمد قلبت حياتها بالكامل.
لم يتقد أملها في استعادة صوتها للتحدث مع زوجها وأطفالها والعودة إلى العمل إلا عندما علمت بأسلوب التدريب الصوتي المكثف مع أخصائي الصوت في مستشفى هونغ نغوك العام. من مقاطعة داك لاك، قررت الذهاب إلى هانوي لإجراء فحص طبي متخصص.
عند استقبال حالة المريضة، أوضحت الدكتورة تران ثي تو هين، ذات الخبرة التي تزيد عن 20 عاماً في علاج اضطرابات الصوت، أن المريضة تعاني من اضطراب صوتي وظيفي، أي أن الصوت لا يتأثر بالأورام، بل بآلية فتح وإغلاق الحبال الصوتية. لذا لا داعي للجراحة، ولكن لا يمكن علاجه بالكامل بالطب الباطني، مما يجعل التدريب الصوتي هو العلاج الأمثل.
ابتكرت الدكتورة هين عملية تدريب صوتي مخصصة خصيصاً للسيدة د.هـ، استناداً إلى مستوى ضعف الحبال الصوتية ومستوى اضطراب الصوت والعوامل النفسية للمريضة. تتمثل الخطوة الأولى في نظافة الصوت والتنفس السليم، حيث يُرشد المرضى إلى كيفية التخلص من عادات إساءة استخدام الصوت أو الأطعمة الضارة بالحنجرة، والحفاظ على صحة الحبال الصوتية ومرونتها.
الخطوة الحاسمة التالية في استعادة وتحسين جودة الصوت هي ممارسة النطق بصوت عالٍ. كطفل يتعلم الكلام، كان على السيدة د.هـ التدرب على النطق من حروف العلة المفردة مثل "أ" و"إ" إلى حروف العلة المزدوجة المعقدة، وأخيراً دمجها في جمل. النقطة الأساسية هي توجيه المريضة للتركيز على موضع الصوت، وضبط رنينه، والتحكم في درجة الصوت وشدته حتى تعتاد الأحبال الصوتية على آلية الحركة الجديدة.
بعد شهرين من التدريب الصوتي المتواصل، باتباع جدول مُصمم خصيصاً، سواءً حضورياً أو عبر الإنترنت، وبدعم وثيق من الدكتورة تران ثي ثو هين، حدثت المعجزة. استعاد صوت السيدة د.هـ قوته بشكل واضح، ليس فقط في نبرتها، بل أيضاً بقوة كافية للتحدث والتواصل بشكل طبيعي. "في البداية، كنت مرتبكة، لكن الآن تعافى صوتي بنسبة 80%. أنا سعيدة لأنني أستطيع مناداة أطفالي بأسمائهم والتحدث إليهم يومياً،" قالت السيدة د.هـ بسعادة.
في السياق العلمي المتوازي، كشفت دراسة رائدة أجراها باحثون بجامعة بيتسبرغ الأميركية عن الآلية الجزيئية المُسببة لفقدان السمع الناجم عن الضوضاء، مع إمكانية تخفيف هذا التأثير بالأدوية. نُشرت نتائج هذه الدراسة المهمة في دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم"، وتفتح آفاقاً جديدة للعلاج.
من خلال إجراء تجارب على الفئران وعلى خلايا معزولة في الأذن الداخلية للبشر، وجد الباحثون أنه بعد ساعات من التعرض لضوضاء مرتفعة، يرتفع مستوى الزنك في الأذن الداخلية. اكتشف الباحثون أن فقدان السمع الناجم عن الضوضاء ينبع من تلف الخلايا بالأذن الداخلية المرتبط بزيادة مستويات الزنك، وهو معدن ضروري للوظيفة الخلوية السليمة والسمع.
يؤدي التعرض للصوت العالي إلى إطلاق قوي للزنك داخل الخلايا، ما يؤدي بالنهاية لتلف الخلايا وتعطيل الاتصال الطبيعي بين خلايا الأذن. قال الباحث الرئيسي للدراسة الدكتور ثانوس تزونوبولوس: "يؤدي فقدان السمع الناجم عن الضوضاء لإضعاف حياة الملايين، ولكن نظراً لأن بيولوجيا فقدان السمع ليست مفهومة تماماً، فإن منع فقدان السمع يمثل تحدياً مستمراً".
أضاف الدكتور تزونوبولوس: "لحسن الحظ، نتائج الدراسة تفتح الأبواب أمام حل دوائي مُحتمل، حيث أظهرت التجارب أن الفئران التي عُولجت بمركب دوائي يساعد على حبس جزيئات الزنك الزائد، كانت أقل عرضة لفقدان السمع، وكانت محمية من الأضرار الناجمة عن الضوضاء".
وفق الفريق البحثي، فإن هذه الأدوية يمكن أن تساعد في استعادة السمع المفقود، أو الحماية من فقدان السمع إذا جرى تناولها قبل التعرض المتوقع للصوت العالي. يقوم الباحثون حالياً بتطوير دواء ليجري اختباره في دراسات السلامة قبل السريرية التي تُجرى على البشر، بهدف إتاحته لحماية الأشخاص من فقدان السمع.
تشير الدراسات إلى أن اضطرابات الصوت شائعة جداً لدى الأشخاص مثل الممثلين والمغنين والمعلمين والأشخاص الذين لديهم عادة التحدث بصوت عالٍ أو الأشخاص الذين يعانون من ضرر جسدي في الحبال الصوتية. إذا كنت تعاني من أعراض غير عادية مثل بحة الصوت التي تستمر لأكثر من أسبوعين، أو ضيق التنفس عند التحدث، أو صوت متعب بسهولة أو الشعور بالاختناق في الحلق، فيجب مراجعة أخصائي صوت قريباً للحصول على المشورة بشأن خطة تدريب صوتية مناسبة.
يستخدم مستشفى هونغ نغوك العام حالياً مجموعة متنوعة من الأساليب لعلاج اضطرابات الصوت، بدءاً من التدخل الجراحي لعلاج السلائل والأكياس وعقيدات الحبال الصوتية، وصولاً إلى حقن الدهون الذاتية وحشوات الكولاجين في حالات شلل الحبال الصوتية. ويُعد المستشفى رائداً في تطبيق أساليب التدريب الصوتي المكثف، وهو حل فعال للتعافي من اضطرابات الصوت الناتجة عن عوامل نفسية أو سن البلوغ أو اضطرابات حركة الحبال الصوتية.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط