1.08 مليار يورو.. كيف حوّل الدوري السعودي صراع الظهير الأيسر إلى معركة بـ60 مليون ريال؟

حوّل الدوري السعودي صراع الظهير الأيسر إلى معركة مالية حقيقية تقدر بعشرات الملايين، حيث تتنافس الأندية الكبرى على ضم اللاعبين المحليين في هذا المركز برواتب خيالية ومبالغ انتقال قياسية، مما جعل هذا المركز الدفاعي أحد أغلى المراكز في تاريخ الكرة السعودية.

تشهد النوافذ الانتقالية الأخيرة صراعات محتدمة بين عمالقة الكرة السعودية على اللاعبين المحليين في مركز الظهير الأيسر، وآخرها المعركة الدائرة حالياً حول سعد الناصر ظهير التعاون، حيث يتنافس النصر والاتحاد والقادسية على ضمه مقابل مبالغ تصل إلى 60 مليون ريال.

يطالب نادي التعاون بـ60 مليون ريال للموافقة على رحيل نجمه سعد الناصر، بينما تقدم النصر بعرض قدره 30 مليون ريال بالإضافة إلى إعارة المهاجم محمد مران. هذا التصعيد المالي يأتي بناءً على مطالبة المدير الفني البرتغالي جورجي جيسوس بتعزيز هذا المركز تحديداً لخطط الفريق التكتيكية.

دخل الاتحاد بطل الدوري والكأس على الخط بقوة للمنافسة على توقيع الناصر، وكذلك القادسية التي تسعى لتدعيم صفوفها استعداداً للموسم الجديد. هذا التنافس المحموم يعكس القيمة المتزايدة للاعبين المحليين المتميزين في مركز الظهير الأيسر.

وضع وقرار اللاعب بتخيير الإدارة بين الرحيل للنصر أو البقاء في التعاون الأندية المهتمة في موقف صعب، خاصة مع إصرار التعاون على المبلغ المطلوب كاملاً دون تنازلات.

تكشف هذه المعركة عن ظاهرة متنامية في الدوري السعودي، حيث أصبح مركز الظهير الأيسر محور صراعات مالية ضخمة. ففي المواسم الأخيرة شهدنا صفقات مماثلة مثل انتقال ثيو هيرنانديز للهلال والذي كلف النادي مبلغاً كبيراً، وقبلها معارك مشابهة على لاعبين آخرين في نفس المركز.

يبلغ متوسط القيمة السوقية للاعبين في الدوري السعودي 2.03 مليون يورو، ضمن قيمة إجمالية تصل إلى 1.08 مليار يورو للدوري بأكمله. هذه الأرقام الفلكية تفسر جزئياً الاستثمارات الضخمة التي تضخها الأندية في ضم اللاعبين المحليين المتميزين.

يحتل الهلال المركز الأول في قائمة أغلى الأندية السعودية بقيمة سوقية تبلغ 234.38 مليون يورو، تليه الأهلي بقيمة 158.53 مليون يورو، ثم النصر بقيمة 144.89 مليون يورو. هذا التصنيف يُظهر القدرة المالية الهائلة لهذه الأندية في خوض معارك الانتقالات.

تستمر الأندية السعودية في كسر الأرقام القياسية في سوق الانتقالات، ليس فقط للاعبين العالميين مثل كريستيانو رونالدو وداروين نونيز، بل أيضاً للمواهب المحلية المتميزة. هذا الاتجاه يعكس النضج المتزايد للدوري السعودي والرؤية طويلة المدى للاستثمار في الكرة المحلية.

يواجه اللاعبون المحليون المستهدفون ضغوطاً هائلة نتيجة هذه المعارك المالية، حيث تتضارب رغباتهم الشخصية مع المصالح المالية لأنديتهم الحالية. حالة سعد الناصر مثال واضح على هذا التعقيد، فهو يرغب في الانتقال للنصر لكن ناديه يطالب بمبلغ مرتفع قد يعرقل الصفقة.

تشير التوقعات إلى استمرار هذا التصعيد المالي في الانتقالات المحلية، خاصة مع اقتراب إغلاق النافذة الانتقالية الصيفية. الأندية التي فشلت في تأمين احتياجاتها قد تلجأ لرفع عروضها بشكل كبير لحسم الصفقات المتبقية.

يثير هذا الصراع المالي المحتدم تساؤلات حول الاستدامة الاقتصادية لهذه الاستثمارات الضخمة في اللاعبين المحليين. رغم أن الهدف هو تطوير الكرة المحلية ودعم المنتخب الوطني، إلا أن المبالغ المدفوعة تتجاوز أحياناً القيمة الفعلية للاعبين.

مع بلوغ القيمة الإجمالية للدوري السعودي 1.08 مليار يورو، تتوقع الأوساط الرياضية المزيد من هذه المعارك المالية في النوافذ الانتقالية القادمة، مما يجعل سوق الانتقالات السعودي واحداً من أنشط الأسواق عالمياً. هذا التطور يعكس التحول الجذري الذي شهده الدوري السعودي خلال العامين الماضيين ونموه ليصبح وجهة مفضلة للاعبين من مختلف أنحاء العالم.

قم بمشاركة المقال