قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

FBI يحقق مع موظفين مصريين بعد احتجاز قاصر 15 عاماً داخل القنصلية رغم الحصانة الدبلوماسية

FBI يحقق مع موظفين مصريين بعد احتجاز قاصر 15 عاماً داخل القنصلية رغم الحصانة الدبلوماسية
نشر: verified icon

سياق سعودي

22 أغسطس 2025 الساعة 03:35 مساءاً

فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) تحقيقاً موسعاً بشأن احتجاز موظفين مصريين لمواطنين من أصول مصرية داخل القنصلية المصرية في نيويورك، بما في ذلك تحقيق مع قاصر يبلغ من العمر 15 عاماً تم احتجازه داخل المبنى رغم الحصانة الدبلوماسية التي تحمي البعثات الدبلوماسية.

أكدت مصادر معارضة مصرية مقيمة في الولايات المتحدة أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على إجراء التحقيق بعد واقعة اختطاف أفراد أمن إداري في القنصلية المصرية في نيويورك لمواطنين ومحاولة احتجازهم داخل المبنى الأربعاء الماضي. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي للمعارضين المصريين إنه "تم اتخاذ إجراءات إزاء تلك الواقعة، ولكن كان لابد من الانتظار بعض الوقت للحصول على موافقة وزارة الخارجية الأمريكية".

وأوضحت الوكالة التابعة لوزارة العدل أن الخارجية الأمريكية صرحت الخميس بـ"إمكانية إجراء تحقيق مع كافة الأشخاص المتورطين في الواقعة عدا الذين يحملون الصفة الدبلوماسية". هذا القرار يسمح للمحققين الفيدراليين بالتحدث مع جميع الموظفين الإداريين والأمنيين في القنصلية المصرية، باستثناء القنصل ونائبه اللذين يتمتعان بالحصانة الدبلوماسية الكاملة.

الخبير القانوني والمعارض المصري المقيم في أمريكا الدكتور سعيد عفيفي أوضح أن "جميع العاملين في القنصلية لهم صفة إدارية ما عدا القنصل والنائب، ما يعني التحقيق مع جميع العاملين والإداريين بالقنصلية، والاستماع لأقوالهم". وأضاف أن المحققين سيستمعون للشهود ويجمعون الأدلة قبل اتخاذ قرار بشأن توجيه اتهامات رسمية.

تفاصيل الواقعة تكشف أن موظفين في القنصلية المصرية أقدموا على احتجاز ناشطين داخل مقرها والاعتداء عليهما بالضرب بعد محاولتهما الاحتجاج ضد حصار قطاع غزة أمام مدخلها. ووفق مقطع مصور انتشر على نطاق واسع، ظهر عدد من عناصر القنصلية وهم يهاجمون شاباً وطفلاً في الخامسة عشرة من عمره، ويدخلونهما بالقوة إلى مقرها قبل وصول الشرطة الأمريكية.

المتحدثون المصريون أفادوا أنه "بعد ذلك سيتم توجيه الاتهام ضد من يثبت في حقه القيام بعملية الاختطاف والسحل داخل المبنى"، بناء على حديثهم مع الـ"FBI". ولفتوا إلى أن "استئذان الخارجية جاء بناء على سرد الوقائع التي جرت، وكان الأمن الأمريكي شاهداً عليها، ومن هنا سيتم توجيه الاتهام للمتورطين وإحالتهم للمحاكمة".

وصلت دورية للشرطة الأمريكية بعد لحظات من احتجاز الشابين، ودخلت إلى المكان وأخرجت الشابين من مقر القنصلية. الناشط إسحاق بدر أكد على فيسبوك أن مجموعة من المحتجين "سحبوا بالقوة إلى داخل المبنى من قبل أفراد الأمن"، مؤكداً أن من بين المحتجزين طفلاً قاصراً يبلغ من العمر 15 عاماً فقط.

جاء الاعتداء على الشابين تطبيقاً لما ورد في تسريب مصور لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي أمر فيه عناصر السفارات حول العالم باحتجاز أي شخص يحاول الاحتجاج أمامها، باختطافه إلى الداخل والاعتداء عليه قبل تسليمه إلى أمن الدول المضيفة. وقال عبد العاطي في التسريب إن الاحتجاجات أظهرت أن مصر "دولة منتهكة".

وأثارت الاحتجاجات وعمليات إغلاق أبواب سفارات مصر في عدة دول حول العالم، احتجاجاً على حصار وتجويع غزة، غضب النظام المصري. يتهم النشطاء مصر بالمساهمة في عملية التجويع بقطاع غزة بسبب "تواطئها مع الاحتلال في وجوده بمعبر رفح، البوابة الوحيدة لغزة مع العالم العربي، والسماح باحتلال محور فيلادلفيا".

من جانبه، يرى الدكتور سعيد عفيفي أن "التحرك الأمريكي يؤكد حجم الفضيحة الدبلوماسية للبعثة المصرية في الولايات المتحدة". هذا التطور يمثل سابقة نادرة في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث نادراً ما تخضع الأنشطة داخل البعثات الدبلوماسية للتحقيق الفيدرالي الأمريكي.

تقبع آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات أمام معبر رفح في ظل رفض الاحتلال دخولها إلى القطاع، ما تسبب في تلف كميات كبيرة من الأغذية والمواد الطبية المخصصة للقطاع وهي تنتظر الدخول. وكانت شرارة الاحتجاجات أمام السفارات المصرية انطلقت بعد قيام الناشط المصري المعارض أنس حبيب بإقفال سفارة بلاده في هولندا بأقفال حديدية احتجاجاً على تجويع سكان غزة والتقاعس عن فتح معبر رفح.

التحقيق الفيدرالي يأتي في وقت تواجه فيه مصر انتقادات دولية متزايدة حول دورها في أزمة غزة وتعاملها مع المتظاهرين في الخارج. المراقبون يشيرون إلى أن هذه القضية قد تؤثر على العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن والقاهرة، خاصة في ظل الحساسية المتزايدة حول قضايا حقوق الإنسان والحريات المدنية في الولايات المتحدة.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد