قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

بعد 13 ألف إعدام في 5 سنوات.. مواجهة مصورة تكشف اعترافات جلادي صيدنايا بجرائم الاغتصاب والتعذيب

بعد 13 ألف إعدام في 5 سنوات.. مواجهة مصورة تكشف اعترافات جلادي صيدنايا بجرائم الاغتصاب والتعذيب
نشر: verified icon

سياق سعودي

24 أغسطس 2025 الساعة 06:55 مساءاً

في مشهد تاريخي لم يكن متوقعاً، نشرت وزارة الداخلية السورية مقطعاً مصوراً يُظهر مواجهات مباشرة بين ضحايا سجن صيدنايا وجلاديهم، حيث اعترف السجانون السابقون بارتكاب جرائم اغتصاب وتعذيب وقتل منظم خلال السنوات الماضية تحت حكم النظام المخلوع.

وثّقت هذه المواجهة غير المسبوقة اعترافات صادمة من ثلاثة سجانين سابقين، حيث كشف ماهر درويش عن تفاصيل مروعة لعمليات التعذيب المنهجي التي كانت تُمارس ضد المعتقلين. وأقرّ درويش بأنه شارك في تعليق المعتقلين بالسلاسل الحديدية وضربهم حتى الموت، مؤكداً أن العملية كانت تتم بمشاركة خمسة إلى ستة سجانين يتناوبون على التعذيب.

في تفصيل صادم للممارسات اللاإنسانية، اعترف السجان نفسه بإجبار المعتقلين على شرب البول المخلوط بالشاي، مهدداً من يرفض بـ400 ضربة على القدمين بكابل كهربائي. كما أقرّ بارتكاب جرائم اغتصاب ضد تسع نساء وقتلهن بعد ذلك، مشيراً إلى أنه كان يقدم طلبات رسمية لمدير السجن لجلب النساء لهذا الغرض الإجرامي.

من جانبه، كشف السجان حيان داوود عن استخدام وحدات التهوية لإخفاء أصوات التعذيب والإعدام، حيث كان الصوت المرتفع لهذه الأجهزة يغطي على صراخ الضحايا أثناء تعذيبهم حتى الموت. وأشار إلى أنه شاهد 200 معتقل مكبلين بالسلاسل في وقت واحد، حيث كانوا ينقلون إلى الإعدام ثم إلى مستشفى حرستا لوضع أرقام عليهم.

أما السجان الثالث رمضان علي عيسى، فاعترف بوجود ضابط كان يحقن المعتقلين المرضى بمواد قاتلة تؤدي إلى موتهم خلال ربع ساعة، في إطار عمليات القتل المنظم التي كانت تُمارس داخل أسوار صيدنايا الذي أطلقت عليه منظمة العفو الدولية تسمية "المسلخ البشري".

وخلال المواجهة المؤثرة، روى المعتقل السابق أحمد خالد محيميد تفاصيل معاناته على يد السجان ماهر درويش، مؤكداً أن شقيقه عبد الله توفي داخل المعتقل بسبب منع السجانين له من استخدام بخاخ الربو، حيث كانوا يقولون له "يجب أن تموت" ويوجهون له الإهانات حتى فارق الحياة.

كما عرض معتقل آخر فقد ساقه علامات التعذيب المحفورة على جسده، مواجهاً سجانه بالقول: "هل تذكرتني؟ تتذكر بماذا كنت تضربني؟" وهو يكشف عن ندبات عميقة على ظهره نتيجة الضرب بالهراوات والخراطيم المعدنية المزودة بالأشواك.

وأكد محمد عبد القادر، مسؤول الأمن الداخلي في وزارة الداخلية، أن السجانين الثلاثة تم القبض عليهم في منطقتي الحولة وتلكلخ أثناء محاولتهم الفرار خارج البلاد. وأشار إلى أن قوات الأمن الداخلي تواصل العمل لملاحقة جميع المجرمين وتحتاج إلى تعاون المواطنين في عدم التستر على هؤلاء المجرمين.

وعلّق وزير الداخلية السوري أنس خطاب على هذه المواجهة بالقول إن هذه الصورة تكفي لإيصال رسالة لكل حر مظلوم بأنه مهما طال ليل الظلم والإجرام، فلا بد لشمس الحرية والكرامة أن تشرق من جديد. كما وجه رسالة لكل ظالم قاتل بأن يد العدالة ستطاله مهما حاول الهروب، وأن الحق لا يموت بالتقادم.

وبحسب تقرير منظمة العفو الدولية بعنوان "مسلخ بشري"، فإن 13 ألف شخص أُعدموا شنقاً في سجن صيدنايا خلال خمس سنوات فقط، بمعدل 50 شخصاً أسبوعياً بين عامي 2011 و2015. هذه الأرقام المروعة تؤكد حجم الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام المخلوع ضد الشعب السوري.

تأتي هذه المواجهات في إطار جهود الإدارة السورية الجديدة لتحقيق العدالة الانتقالية، حيث لا يزال مصير عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين مجهولاً، فيما تشير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى وجود ما لا يقل عن 112 ألفاً و414 شخصاً لا يزالون مختفين قسرياً، مع اكتشاف مقابر جماعية تحتوي على مئات الجثامين.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد