صندوق التبادل الأوكراني يقترب من النفاد: 292 أسيراً يعودون للوطن بوساطة إماراتية


نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في تسهيل عملية تبادل أسرى جديدة بين روسيا وأوكرانيا، شملت عودة 292 أسيراً إلى وطنهم، في وقت يشير فيه مسؤول روسي إلى أن "صندوق التبادل" الأوكراني يقترب من النفاد مع احتجاز موسكو لآلاف الجنود الأوكرانيين.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية ووزارة الخارجية الإماراتية عن نجاح عملية التبادل التي شملت 146 أسيراً من كل طرف، بالإضافة إلى إطلاق سراح 8 مدنيين روس من منطقة كورسك الحدودية، ليصل إجمالي الأسرى الذين استفادوا من الوساطات الإماراتية إلى 4641 أسيراً منذ بداية الصراع.
وكشف فلاديمير مدينسكي، مساعد الرئيس الروسي ورئيس وفد التفاوض مع أوكرانيا، عن معلومات مهمة حول حالة الأسرى، مشيراً إلى أن كييف اختارت المفرج عنهم من بين نحو ألف جندي كانوا قد ناشدوا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مضيفاً: "يبدو أن عددهم هناك بات قليلاً، وهذا أمر جيد لأن روسيا لا تزال تحتجز الآلاف".
تمت العملية في بيلاروس حيث استقبلت المفوضة الروسية لحقوق الإنسان تاتيانا موسكالكوفا الأسرى المحررين، ووصفت الحدث بأنه "سعيد" خاصة مع عودة المدنيين من كورسك الذين احتُجزوا منذ التوغل الأوكراني في المنطقة في أغسطس 2024.
من الجانب الأوكراني، شملت العملية إطلاق سراح شخصيات بارزة منهم الصحافيان دميترو خيليوك ومارك كاليوش اللذان احتُجزا في عامي 2022 و2023، والرئيس السابق لبلدية خيرسون فولوديمير ميكولايينكو الذي قضى أكثر من ثلاث سنوات في الأسر. ورحبت منظمة مراسلون بلا حدود بالإفراج عن الصحافيين، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن احتجازهما.
تصريحات مدينسكي تكشف عن تغير في موازين القوى بشأن ملف الأسرى، حيث أشار إلى أن العملية تمت وفق اتفاقات سابقة وُقعت في إسطنبول، لافتاً إلى تناقص أعداد الأسرى الأوكرانيين المتاحين للتبادل مقارنة بالآلاف التي تحتجزها موسكو.
وأعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن تقديرها لتعاون الطرفين في إنجاح هذه الجهود، معتبرة ذلك دليلاً على الثقة بدور الإمارات كوسيط موثوق يسعى لدعم الحلول السلمية وتخفيف المعاناة الإنسانية، مؤكدة أن هذه العملية هي الـ17 من نوعها منذ اندلاع الصراع.
يأتي هذا التبادل وسط استمرار المحادثات بين الطرفين حول ملف الأسرى، حيث تبادل الجانبان آلاف الأسرى خلال العام الجاري تنفيذاً لاتفاقات تم التوصل إليها في ثلاث جولات من المباحثات المباشرة عُقدت بين مايو ويوليو في تركيا، والتي شكلت النتيجة الوحيدة الملموسة لهذه الاجتماعات رغم استمرار الصراع العسكري.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط