63% من السعوديين تحت سن 30 و20 مليون ممارس.. هل تصبح المملكة عاصمة الرياضات الإلكترونية عالمياً؟


تشهد المملكة العربية السعودية تطوراً هائلاً في قطاع الرياضات الإلكترونية، حيث كشفت أحدث الإحصائيات الرسمية أن 63% من السكان السعوديين تحت سن الثلاثين، مع وجود 20 مليون ممارس للرياضات الإلكترونية في البلاد، مما يضع المملكة في موقع استراتيجي لتصبح عاصمة عالمية لهذا القطاع الناشئ والواعد.
وأكد الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل وزير الرياضة خلال مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة في الرياض، أن التركيز على الرياضات الإلكترونية أصبح أولوية قصوى، حيث تتكاتف الجهود الحكومية والخاصة لجعل السعودية مركزاً عالمياً لهذه الرياضات من خلال تطوير البنية التحتية المتقدمة وتوفير برامج التدريب والمحاكاة التي تواكب أعلى المعايير الدولية.
تتميز السعودية بكونها تضم أكبر قاعدة شبابية في المنطقة، حيث يشكل الشباب تحت سن الثلاثين أكثر من ثلثي السكان، وهي فئة عمرية تنجذب بطبيعتها نحو التقنيات الحديثة والرياضات الإلكترونية. هذا التركيب الديموغرافي الفريد يوفر بيئة خصبة لنمو هذا القطاع وازدهاره بشكل متسارع.
ومن الجوانب اللافتة في هذا التطور، النمو الملحوظ في مشاركة المرأة السعودية في الرياضات الإلكترونية، حيث تبلغ نسبة المشاركة النسائية في الاحتراف 20% مقابل متوسط عالمي لا يتجاوز 5%. هذا الإنجاز يعكس نجاح السياسات الحكومية في تمكين المرأة وإشراكها في جميع القطاعات الحيوية ضمن رؤية المملكة 2030.
يؤكد الأمير فيصل بن بندر بن سلطان رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، أن هناك خطة طموحة لإعداد جيل جديد من المحترفين، حيث من المتوقع أن يتخرج نحو 500 طالب من الأكاديمية السعودية للرياضات الإلكترونية هذا العام، بينهم نسبة كبيرة من الشابات المتميزات. كما تشير التوقعات إلى دخول قرابة 3 آلاف طالب من الجامعات والمدارس إلى مجال الاحتراف خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ويلعب صندوق الاستثمارات العامة دوراً محورياً في هذا التحول، حيث يقود من خلال شركة "سافي" وشركاته الأخرى عملاً تكاملياً لصياغة منظومة متكاملة للألعاب والرياضات الإلكترونية ضمن التحول الاقتصادي والاجتماعي لرؤية 2030، مما يساهم في تنويع مصادر الدخل والانتقال من الاعتماد على الموارد الطبيعية إلى الاستثمار في رأس المال البشري والتقنية المتطورة.
تشير الإحصائيات العالمية إلى أن مجتمع الألعاب يضم أكثر من 3.5 مليار لاعب حول العالم، ويساهم بنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مما يجعله أحد أكبر القطاعات الاقتصادية والاجتماعية على مستوى العالم. وفي هذا السياق، تستفيد السعودية من موقعها الاستراتيجي وسوقها الإقليمي الكبير لتصبح من أسرع الأسواق نمواً في هذا المجال.
ويعزز برنامج الإقامة المميزة للمواهب الذي أطلقته المملكة من جاذبيتها للكفاءات العالمية، حيث يشمل البرنامج الآن الألعاب والرياضات الإلكترونية، ويتيح للمواهب الدولية الراغبة في مسار مهني بالمملكة الحصول على الإقامة والإسهام في نمو هذا القطاع الحيوي.
من جانب آخر، يشهد قطاع السياحة الرياضية نمواً متسارعاً مرتبطاً بالرياضات الإلكترونية، حيث يؤكد وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب أن مشروع القدية يتضمن إنشاء قرية رياضية إلكترونية تُعد الأكبر من نوعها عالمياً، مما يعزز استقطاب السياح من مختلف دول العالم ويدعم مكانة المملكة على خريطة الفعاليات الدولية الكبرى.
تتكامل رؤية المملكة في هذا المجال مع الاستعداد لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى، حيث يؤكد وزير الرياضة أن تكامل الرياضة مع الترفيه والتقنية يفتح آفاقاً واسعة للشباب والمواهب السعودية، ويمنح المملكة فرصة فريدة لإبراز ثقافتها للعالم عبر الفعاليات الدولية، مما يساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 في تنويع الاقتصاد وتحسين جودة الحياة.
يشهد الفريق السعودي "فالكونز" نجاحات متتالية في البطولات الدولية، حيث حقق كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 للمرة الثانية على التوالي، مما يؤكد جودة المواهب السعودية وقدرتها على المنافسة على أعلى المستويات العالمية، ويعكس نجاح الاستثمار في هذا القطاع الواعد.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط