14 مقاتلة إسرائيلية تدك صنعاء بـ40 صاروخاً رداً على أول استخدام حوثي للذخائر العنقودية

شنت 14 مقاتلة إسرائيلية غارات جوية واسعة على العاصمة اليمنية صنعاء مساء الأحد، أطلقت خلالها نحو 40 صاروخاً استهدفت مواقع عسكرية ومدنية متعددة، في رد مباشر على أول استخدام حوثي للذخائر العنقودية في تاريخ الصراع بين الجانبين.
أعلن الجيش الإسرائيلي أن العملية تمت بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، حيث استهدفت الضربات مجمعاً عسكرياً يضم القصر الرئاسي ومحطتي الطاقة في حزيز وأسار، إضافة إلى مواقع تخزين الوقود التي تستخدم لأغراض عسكرية.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن العملية العسكرية حملت الاسم الرمزي "نيفي تسيدك" أي "نبي العدالة"، مؤكدة مشاركة سرب جوي كامل مكون من 14 مقاتلة متطورة في تنفيذ الغارات. وأشارت المصادر العسكرية إلى أن الطائرات الحربية ألقت ما يقارب 40 صاروخاً على أهداف متفرقة في صنعاء.
جاءت الضربات العسكرية الإسرائيلية رداً مباشراً على الهجوم الصاروخي الذي نفذته جماعة أنصار الله مساء الجمعة الماضية، والذي كشف سلاح الجو الإسرائيلي أنه تضمن لأول مرة استخدام ذخائر عنقودية متطورة. وأوضح التحقيق العسكري أن الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون حمل رأساً حربياً قابلاً للانشطار، قادراً على إحداث أضرار متفرقة في نطاق يصل إلى ثمانية كيلومترات.
تابع القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية العملية عن كثب، حيث أعلنت وزارة الدفاع أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير راقبوا العملية مباشرة من مقر وزارة الدفاع، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية العالية التي توليها تل أبيب لهذا التصعيد.
استهدفت الغارات الإسرائيلية بشكل محدد محطة شركة النفط بشارع الستين ومحطة كهرباء حزيز جنوب صنعاء، إضافة إلى ثلاث غارات في المنطقة الجنوبية الغربية للعاصمة قرب منطقة عطان. وأكدت مصادر طبية يمنية سقوط قتيلين وإصابة خمسة آخرين في حصيلة أولية للضحايا، بينما عملت فرق الدفاع المدني على إخماد الحرائق الناجمة عن الهجمات.
شكلت الذخائر العنقودية التي استخدمها الحوثيون نقطة تحول مهمة في طبيعة التهديد الذي تواجهه إسرائيل من اليمن. وأشار خبراء عسكريون إلى أن هذا النوع من الصواريخ يطرح تحديات جديدة أمام منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، خاصة بعد إقرار الجيش بفشل في اعتراض الصاروخ الحوثي الأخير، مرجحاً أن يكون السبب خطأً فنياً أو بشرياً.
واصلت جماعة أنصار الله التأكيد على استمرار عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، حيث قال عضو المكتب السياسي محمد الفرح إن الغارات الإسرائيلية استهدفت منشآت مدنية عمداً، مشدداً على أن "العدو يتعمد الإضرار بالمدنيين في اليمن مثل ما يفعل في غزة". وتوعد قائلاً: "سنضاعف عملياتنا وسنصل إلى أهداف أكبر في عمق الكيان، ولدينا خيارات عسكرية أكبر مما تم تنفيذه ضد العدو".
يأتي هذا التصعيد العسكري المتبادل في إطار الصراع المتواصل منذ اندلاع حرب قطاع غزة في أكتوبر 2023، حيث صعدت جماعة الحوثيين هجماتها الصاروخية والجوية على إسرائيل والسفن المرتبطة بها في البحر الأحمر دعماً للفلسطينيين. وقد أعلنت الجماعة في 27 يوليو الماضي تصعيد عملياتها البحرية لتشمل جميع السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية "نصرة لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية".
وتعد هذه العملية الإسرائيلية الأوسع من نوعها ضد أهداف يمنية من حيث عدد الطائرات المشاركة وكمية الصواريخ المستخدمة، ما يشير إلى تحول في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه التهديد الحوثي، خاصة بعد تطور قدراتهم العسكرية واستخدامهم تقنيات جديدة كالذخائر العنقودية التي تتطلب تعاملاً مختلفاً من قبل منظومات الدفاع الجوي.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط