قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

من فان هويدونك إلى إيزاك: كيف استخدم نجوم الدوري الإنجليزي التمرد سلاحاً للهروب.. وأيهم دفع 9.3 مليون جنيه ثمناً لفشله؟

من فان هويدونك إلى إيزاك: كيف استخدم نجوم الدوري الإنجليزي التمرد سلاحاً للهروب.. وأيهم دفع 9.3 مليون جنيه ثمناً لفشله؟
نشر: verified icon

سياق سعودي

26 أغسطس 2025 الساعة 02:55 صباحاً

اتخذ المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك خطوة جريئة بنشر رسالة تحريضية عبر حسابه على إنستغرام، في محاولة صريحة لإجبار نادي نيوكاسل على بيعه، مما يضعه في قائمة طويلة من نجوم الدوري الإنجليزي الذين استخدموا التمرد كسلاح للهروب من أنديتهم.

تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز حافل بقصص اللاعبين الذين تمردوا على أنديتهم سعياً لتحقيق أحلامهم بالانتقال إلى فرق أخرى. بعضهم نجح في مسعاه وحقق ما أراد، فيما فشل آخرون وواجهوا عواقب مالية ومهنية قاسية.

يُعتبر الهولندي بيير فان هويدونك من أبرز الأمثلة التاريخية على التمرد الفاشل. بعدما قاد نوتنغهام فورست للصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 1997-1998 بتسجيله 29 هدفاً في 42 مباراة، تمرد المهاجم الهولندي على النادي احتجاجاً على فشل الإدارة في تعزيز الفريق ببيع لاعبين أساسيين مثل كيفن كامبل وكولين كوبر.

عاد فان هويدونك إلى هولندا في أغسطس ودخل في إضراب كامل عن اللعب، محافظاً على لياقته البدنية من خلال التدريب مع ناديه السابق ناك بريدا. لم يعد إلى ملعب "سيتي غراوند" إلا في نوفمبر، لكن الضرر كان قد وقع بالفعل. أنهى نوتنغهام فورست الموسم في المركز الأخير وهبط لدوري الدرجة الأولى، ولم يعد إلى الدوري الممتاز لمدة 23 عاماً أخرى.

من جهة أخرى، نجح المدافع الفرنسي ويليام غالاس في تحقيق هدفه رغم الاتهامات الخطيرة التي واجهها. أصدر تشيلسي بياناً اتهم فيه غالاس بالتهديد بتسجيل أهداف في مرمى فريقه إذا شارك في مباراة الافتتاح لموسم 2006-2007 ضد مانشستر سيتي، كما رفض المشاركة في مباراة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد ليفربول.

نفى غالاس هذه الاتهامات قائلاً: "إذا كان الناس يريدون الاختباء وراء اتهامات كاذبة للحديث عن سبب رحيلي لتهدئة جماهير النادي، فيمكنهم ذلك". رغم الجدل الذي أثاره، حقق المدافع الفرنسي مبتغاه وانتقل إلى آرسنال في اليوم الأخير من فترة الانتقالات في سبتمبر 2006، مما أدى أيضاً لانتقال آشلي كول من آرسنال إلى تشيلسي.

البلغاري ديميتار برباتوف يمثل قصة نجاح أخرى للتمرد المدروس. أراد المهاجم تحقيق حلمه بالانتقال إلى مانشستر يونايتد، لكن توتنهام كان رافضاً تماماً لبيعه. استدعى المدير الفني خواندي راموس برباتوف لاجتماع لمناقشة مستقبله، وتم استبعاده من قائمة المباراة ضد سندرلاند في أغسطس 2008.

اعتبر راموس أن المهاجم "لم يكن في كامل تركيزه، ولن يكون جيداً لغرفة خلع الملابس والفريق". استمر برباتوف في ضغطه حتى نجح في تحقيق هدفه، وتم الاتفاق مع مانشستر يونايتد على صفقة بقيمة 31 مليون جنيه إسترليني، مما سمح له بالانتقال إلى "أولد ترافورد" في اليوم الأخير من سوق الانتقالات.

لكن أغلى ثمن دفعه لاعب جراء تمرده كان من نصيب الأرجنتيني كارلوس تيفيز مع مانشستر سيتي. بدأت المشاكل عندما رفض تيفيز إجراء عمليات الإحماء في مباراة دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ في سبتمبر 2011، مما أثار غضب المدير الفني روبرتو مانشيني الذي أعلن انتهاء مسيرة اللاعب مع النادي.

سافر تيفيز إلى الأرجنتين لقضاء فترة راحة دون إذن النادي، وهو القرار الذي كلفه 9.3 مليون جنيه إسترليني كغرامات مالية. أشعل وكيل أعماله كيا جورابشيان فتيل الأزمة أكثر عندما قال: "عمّ يعتذر؟ إنه يعتقد في قرارة نفسه أنه لم يرتكب أي خطأ". اضطر تيفيز للعودة واعتذر في فبراير بعد فشل انتقاله إلى أحد أندية ميلان أو إنتر أو باريس سان جيرمان.

النيجيري بيتر أوديموينغي قدم واحداً من أطرف مشاهد التمرد في تاريخ الدوري الإنجليزي، عندما وقف بسيارته خارج ملعب "لوفتوس روود" محاولاً إتمام انتقاله من وست بروميتش ألبيون إلى كوينز بارك رينجرز في اليوم الأخير من فترة الانتقالات عام 2013. اعتقد أوديموينغي أن الصفقة تمت، لكن الواقع كان مختلفاً، واضطر للحديث مع مراسل قناة "سكاي سبورتس" من خلال نافذة سيارته قبل أن يعود خائباً إلى وست بروميتش ألبيون.

يتذكر أوديموينغي تلك اللحظة قائلاً: "كان الأمر صعباً جداً لأنني كنت غاضباً، وكانت فترة عصيبة حقاً. لقد كان الأمر محرجاً للغاية من نواحٍ عديدة".

الفرنسي ديميتري باييه يُعتبر مثالاً على التمرد الناجح السريع. أراد اللاعب الرحيل عن وست هام في يناير 2017 للانتقال إلى مارسيليا، فتوقف عن الحضور للتدريبات ورفض اللعب رغم كونه النجم الأول للفريق في الموسم السابق. غضب زملاؤه من تصرفاته واستبعدوه من مجموعة لاعبي الفريق على "واتساب"، لكن ذلك لم يؤثر على عزيمته، وانتقل فعلاً إلى مارسيليا مقابل 25 مليون جنيه إسترليني في نهاية الشهر.

أما كريستيانو رونالدو فقدم أحدث الأمثلة على التمرد المكلف مع مانشستر يونايتد. دخل النجم البرتغالي في خلاف شديد مع المدير الفني إريك تن هاغ، وغادر الملعب بعد استبداله في مباراة ودية ضد رايو فايكانو، ورفض دخول الملعب في مباراة توتنهام، ثم أجرى تلك المقابلة الشهيرة مع بيرس مورغان التي ادعى فيها تعرضه "للخيانة" من قبل النادي.

لم يكن هناك مجال للعودة بعد ذلك، وانتقل رونالدو إلى نادي النصر السعودي حيث لا يزال يلعب حتى اليوم، وأصبح أكثر سعادة وثراءً بحسب تصريحاته.

هذه القصص تُظهر أن التمرد في عالم كرة القدم سلاح ذو حدين، قد يحقق للاعب أحلامه أو قد يكلفه ملايين الجنيهات وسنوات من مسيرته المهنية، فيما تبقى قضية إيزاك الحالية مثالاً جديداً على هذا الصراع الأزلي بين طموحات اللاعبين ومصالح الأندية.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد