قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

2.4 مليار عامل في خطر: كيف تقتل الحرارة 19 ألف شخص سنوياً وتهدد 71% من القوى العاملة العالمية

2.4 مليار عامل في خطر: كيف تقتل الحرارة 19 ألف شخص سنوياً وتهدد 71% من القوى العاملة العالمية
نشر: verified icon

سياق سعودي

26 أغسطس 2025 الساعة 06:25 مساءاً

أكدت منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقرير صادم أن 2.4 مليار عامل حول العالم يواجهون خطر الموت بسبب الحرارة القصوى، حيث تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في 19 ألف حالة وفاة سنوياً مرتبطة بالعمل، مما يضع 71% من القوى العاملة العالمية تحت تهديد مباشر.

يكشف التقرير المشترك عن حجم المأساة الحقيقية التي يواجهها العمال يومياً، حيث تؤدي الحرارة المفرطة إلى أكثر من 22.85 مليون إصابة مهنية كل عام، بينما تنخفض إنتاجية العمال بمعدل مقلق يتراوح بين 2-3% لكل درجة حرارة تتجاوز 20 درجة مئوية.

هذه الأرقام المدمرة تعكس واقعاً قاسياً يعيشه عمال الزراعة والبناء والصيد، الذين يمثلون الفئات الأكثر عرضة للمخاطر الصحية المميتة، والتي تشمل ضربات الشمس القاتلة والجفاف الحاد واختلال وظائف الكلى والاضطرابات العصبية الخطيرة. وقد أشار روديجير كريش، مدير قسم البيئة وتغير المناخ في منظمة الصحة العالمية، إلى أن "الحرارة الشديدة ليست مجرد شعور بعدم الراحة، بل هي أزمة صحية حقيقية تهدد حياة الملايين".

تشهد البيئات ذات الدخل المنخفض التي تفتقر إلى وسائل التبريد والرعاية الصحية الكافية أكبر الخسائر، حيث يدفع العمال الأكثر احتياجاً الثمن الأغلى لهذه الكارثة المناخية المتفاقمة. وقد سجل عام 2024 كونه الأكثر حرارة على الإطلاق، مع وصول درجات الحرارة إلى مستويات قياسية تجاوزت 40 درجة مئوية بانتظام في مناطق واسعة من العالم.

يأتي هذا التقرير بعد 55 عاماً من آخر تحديث للإرشادات العالمية حول حماية العمال من الحرارة، والذي صدر عام 1969 في عالم مختلف تماماً من حيث التغير المناخي. وأكد يوهان ستاندر من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن "موجات الحر الشديدة باتت واقعاً لا يمكن تجاهله، والخيار الوحيد أمام العمال هو التكيف أو المواجهة مع عواقب مميتة".

تدعو المنظمتان الأمميتان إلى تحرك عاجل وجذري لإنقاذ حياة الملايين من العمال، مؤكدتين أن حماية هؤلاء العمال لم تعد مجرد ضرورة صحية، بل أصبحت حاجة اقتصادية ملحة تؤثر على الاقتصادات الوطنية بأكملها. وشددت كو باريت، نائبة الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، على أن "الإجهاد الحراري في أماكن العمل بات تحدياً مجتمعياً عالمياً لم يعد مقتصراً على البلدان القريبة من خط الاستواء".

يطالب التقرير بوضع خطط عمل مهنية عاجلة للتعامل مع الحرارة، مصممة خصيصاً لكل قطاع وموقع، بالتعاون الوثيق بين أصحاب العمل والعمال والنقابات وخبراء الصحة العامة. كما يولي اهتماماً خاصاً لحماية الفئات الأكثر ضعفاً مثل كبار السن والعمال المصابين بأمراض مزمنة في الدول النامية.

وأشار خواكيم بينتادو نونيس، رئيس قسم السلامة والصحة المهنية في منظمة العمل الدولية، إلى أن "الاستثمار في استراتيجيات فعالة للوقاية والحماية يمكن أن يوفر على العالم مليارات الدولارات سنوياً، مقابل تكلفة بشرية واقتصادية هائلة في حالة عدم التحرك".

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد