قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

آخر إعدام في برج لندن: جاسوس ألماني أُعدم على كرسي عام 1941 بسبب إصابته

آخر إعدام في برج لندن: جاسوس ألماني أُعدم على كرسي عام 1941 بسبب إصابته
نشر: verified icon

سياق سعودي

26 أغسطس 2025 الساعة 09:30 مساءاً

نُفذ آخر حكم إعدام في برج لندن عام 1941 بحق الجاسوس الألماني جوزيف جاكوبز، الذي أُجبر على الجلوس على كرسي خشبي بسبب إصابته البليغة في ساقه أثناء هبوطه بالمظلة في مهمة تجسسية فاشلة. هذا الحدث الاستثنائي ختم تاريخاً طويلاً من الإعدامات في هذا المعلم التاريخي الذي شهد مئات عمليات الإعدام منذ تشييده قبل قرون.

وُلد جاكوبز عام 1898 وخدم كملازم في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى، قبل أن يصبح طبيب أسنان حتى أجبرته الأزمة الاقتصادية في الثلاثينيات على إغلاق عيادته.

لجأ الرجل إلى طرق غير مشروعة لكسب العيش، فانخرط في تزوير الهويات وجوازات السفر لليهود الفارين من ألمانيا، مما أدى إلى اعتقاله وسجنه في معسكر اعتقال عام 1938. لكن مصيره تغير جذرياً عام 1940 عندما جندته الاستخبارات العسكرية الألمانية للعمل جاسوساً.

في 31 يناير 1941، أُرسل جاكوبز في مهمة تجسسية إلى بريطانيا، حيث هبط بالمظلة قرب منطقة هونتنغدونشاير. غير أن الحظ لم يحالفه، إذ تعرض لإصابة خطيرة في ساقه خلال الهبوط منعته من الحركة تماماً. في محاولة يائسة لطلب المساعدة أو لفت الانتباه، أطلق النار من مسدسه، لكن هذا التصرف كان بداية النهاية بالنسبة له.

استمع الفلاحون المحليون إلى أصوات الطلقات وأبلغوا السلطات فوراً. وصل رجال الأمن إلى موقعه واكتشفوا بحوزته أدلة دامغة على نشاطه التجسسي: جهاز اتصال لاسلكي، ووثائق مزورة، و500 جنيه إسترليني، بالإضافة إلى نقانق ألمانية كشفت هويته الحقيقية. هذه الأدلة الواضحة جعلت من المستحيل إنكار تهمة التجسس.

خلال هذه الفترة، كانت بريطانيا تشن حملة شرسة ضد شبكات التجسس الألمانية التي تسللت إلى أراضيها. فبعد تولي ونستون تشرشل رئاسة الوزراء، أقر البرلمان البريطاني في 23 مايو 1940 قانون الخيانة الجديد، الذي سهل ملاحقة وإعدام الجواسيس الألمان دون تأخير.

مثل جاكوبز أمام المحكمة بتهمة التجسس، وكانت النتيجة محتومة في ظل الأدلة الدامغة ضده. صدر الحكم بالإعدام رمياً بالرصاص، ليبدأ العد التنازلي نحو لحظة تاريخية فارقة في تاريخ برج لندن.

في 15 أغسطس 1941، اقتيد الجاسوس الألماني إلى برج لندن لتنفيذ الحكم. لكن إصابته الخطيرة في ساقه جعلت من المستحيل تنفيذ الإعدام بالطريقة التقليدية وهو واقف. لذلك، أُجبر على الجلوس على كرسي خشبي، وعُصبت عيناه، قبل أن تُطلق عليه النيران لينهي حياته ويصبح آخر شخص يُعدم داخل أسوار هذا المعلم التاريخي المرعب.

يُعتبر برج لندن من أشهر المعالم التاريخية في العالم، حيث شُيد البرج الأبيض عام 1078 على يد ويليام الفاتح كرمز للقوة والسيطرة. على مر القرون، شهد البرج إعدام شخصيات بارزة مثل آن بولين وكاثرين هوارد وتوماس مور، قبل أن يختتم هذا التاريخ الدموي بإعدام الجاسوس الألماني المقعد على كرسيه.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد