صادم: الأردنيون ينفقون 1.4 مليار دولار خارجياً... والسبب سيذهلك!

في تطور صادم يهز الاقتصاد الأردني، كشفت البيانات الرسمية أن الأردنيين أنفقوا 1.443 مليار دولار على السياحة خارج المملكة خلال ثمانية أشهر فقط - مبلغ يفوق ميزانيات دول بأكملها! وفي الوقت الذي تشكو فيه المنتجعات المحلية من قلة الزبائن، يقضي الأردنيون إجازاتهم في جورجيا وأذربيجان بحثاً عن الجودة الأعلى بالسعر الأقل. كل يوم يمر، أكثر من نصف مليون دولار تتسرب من الجيوب الأردنية إلى خزائن دول أخرى، في نزيف اقتصادي يتطلب تدخلاً عاجلاً.
الأرقام المرعبة لا تتوقف عند هذا الحد، فشهر أغسطس وحده شهد إنفاقاً قياسياً بلغ 196.8 مليون دولار - رقم يفوق الناتج المحلي لدول بأكملها. عمر عبده، صاحب شركة سياحة وسفر، يكشف الحقيقة المرة: "المواطن الأردني يلجأ للسفر للخارج بهدف السياحة في ظل ارتفاع الأسعار الموجودة في المملكة وغياب تنظيم برامج سياحية متكاملة". أحمد العائل، موظف أردني، يروي معاناته: "حلمت بقضاء إجازة عائلية في العقبة، لكن تكلفة أسبوع واحد هناك تكفيني لأسبوعين في جورجيا مع طيران وإقامة فاخرة!"
هذا التحول الجذري لم يأت من فراغ، بل نتيجة أزمة متراكمة بدأت مع ارتفاع التكاليف المحلية وضعف الدخول الأردنية. مثلما حدث في لبنان قبل الأزمة، عندما كان اللبنانيون يسافرون للخارج رغم جمال بلدهم، يشهد الأردن اليوم هجرة سياحية جماعية. تركيا، التي كانت الوجهة المفضلة، شهدت تراجعاً حاداً في الإقبال بعد ارتفاع أسعارها، لتحل محلها وجهات جديدة كمصر وأذربيجان وجورجيا. الخبراء يحذرون: "إذا لم تتحرك الجهات المعنية سريعاً، قد نشهد انهياراً كاملاً للسياحة الداخلية".
التأثير لا يقتصر على الأرقام الباردة، بل يمتد ليطال كل أسرة أردنية. كل عائلة تسافر للخارج تحرم الاقتصاد المحلي من دورة مالية كاملة، من الفنادق والمطاعم إلى شركات النقل والدليلين السياحيين. سارة المسافرة، ربة بيت، تعترف: "وجدت في جورجيا الجمال والراحة بنصف تكلفة العقبة، لكنني أشعر بالذنب لأنني أحرم بلدي من هذه الأموال". استمرار هذا النزيف قد يؤدي لإغلاق مرافق سياحية محلية وفقدان آلاف الوظائف، لكن الأزمة قد تكون أيضاً فرصة ذهبية لمن يستثمر في سياحة اقتصادية عالية الجودة.
1.4 مليار دولار سنوياً، نمو 4% رغم الأزمات، تحول جذري في الوجهات المفضلة - هذه أرقام تستدعي يقظة فورية من المسؤولين والمستثمرين. السؤال الحارق ليس متى سيتوقف هذا النزيف، بل هل سنستطيع تحويله لصالحنا قبل فوات الأوان؟ على كل مواطن أن يسأل نفسه: هل إجازتي الخارجية تستحق حرمان بلدي من عائداتها؟ وأنت.. هل ستكون جزءاً من الحل أم ستبقى جزءاً من المشكلة؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط