قم بمشاركة المقال
هل تصدق أن المغرب، البلد العربي الذي يواجه تحديات عديدة، قد حقق قفزة نوعية في مؤشر التنافسية المستدامة؟ هذا الإنجاز اللافت للنظر يضع المغرب في مصاف الدول الرائدة في المنطقة، متفوقاً على اقتصادات أكبر وأكثر تطوراً. ولكن ما السر وراء هذا النجاح؟ وكيف يمكن للمغرب أن يستمر في هذا المسار؟
المغرب: من المفاجأة إلى القيادة.. قصة نجاح في قلب التنمية المستدامة
حقق المغرب تقدماً ملحوظاً في مؤشر التنافسية المستدامة لعام 2024، الصادر عن مؤسسة "سول أبيليتي" المتخصصة في الاستشارات، حيث احتل المملكة المركز الرابع بعد المائة على مستوى العالم، متفوقاً على العديد من الدول، وتصدر قائمة الدول المغاربية.
بالرغم من هذا الإنجاز الملحوظ، إلا أن التقرير كشف عن تحديات كبيرة تواجه المغرب، خاصة فيما يتعلق بالبيئة، حيث حلت المملكة في المركز الـ173 عالمياً في مؤشر رأس المال الطبيعي، وأكد أن تحقيق التنافسية المستدامة يتطلب من المغرب بذل المزيد من الجهود في مجال حماية البيئة، وتعزيز الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية.
وشدد على أهمية الاستثمار في الطاقة المتجددة، وتعزيز الاقتصاد الأخضر، وتشجيع الابتكار، وتطوير الكفاءات البشرية، كما أكد التقرير على أهمية الشراكة بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني لتحقيق هذه الأهداف.
في المقارنة الإقليمية، تصدر المغرب قائمة الدول المغاربية، متفوقاً على تونس والجزائر وموريتانيا وليبيا، إلا أنه عند مقارنته بالدول المتقدمة مثل السويد وفنلندا، تظهر فجوة كبيرة في الأداء، خاصة فيما يتعلق بالبيئة والحوكمة، ودعا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لسد هذه الفجوة، من خلال تعزيز الاستثمار في البحث والتطوير، وتبني سياسات بيئية أكثر صرامة، وتحسين جودة الخدمات العامة، ورغم التحديات، يرى الخبراء أن المغرب يمتلك إمكانات كبيرة لتحقيق التنمية المستدامة، وذلك بفضل موقعه الجغرافي وموارده الطبيعية، وتطلعات الشباب.
يعتبر هذا الإنجاز خطوة مهمة في مسار المغرب نحو تحقيق التنمية المستدامة، إلا أنه يتطلب المزيد من الجهد والعمل المتواصل لتحقيق الأهداف الطموحة التي حددها المغرب لنفسه.