قم بمشاركة المقال
يتأثر الشتاء في بلاد الشام، بما في ذلك المملكة، بمنخفضات جوية ناجمة عن الأنظمة الجوية الموسمية، حيث قد تعبر المنطقة منخفضات قطبية تجلب الثلوج للمرتفعات الجبلية. وفقاً للمتخصصين من مركز "طقس العرب"، فإن الأردن معتاد على الثلوج خلال الشتاء، خاصة على المرتفعات العالية، مع وجود مواسم قصوى شهدت عواصف ثلجية قوية، مثلما حدث في يناير 2008 وفبراير 2015.
وأشارت المعلومات إلى أن الثلوج لا تتساقط عادة في المناطق المنخفضة كالغور أو الشفا غور، نظراً لارتفاعها المنخفض وطقسها الدافئ. ومع ذلك، حدث استثنائيا تساقط نادر للثلوج في هذه المناطق.
في سياق تاريخي، تأثرت المنطقة في 6 فبراير 1950 بمنخفض جوي قطبي استثنائي، حيث أدى اندفاع كتلة هوائية شديدة البرودة لخسارة درجات الحرارة وتجمع الثلوج في مناطق تزيد عن -200 متر عن سطح البحر بما في ذلك شمال الأردن وبعض أجزاء الأغوار الوسطى. ولأول مرة، أثرت الثلوج أيضاً على منطقة البحر الميت التي تقع على ارتفاع -407 متر.
وأضافت الأرشيفات أن العاصمة عمان شهدت تراكمات كبيرة بلغت حوالي المتر، بينما في القدس تراكمت الثلوج بنحو 75 سم، وفي حيفا بلغ التراكم 50 سم. خلال تلك العاصفة توفي حوالي 70 شخصاً، معظمهم من الأطفال في مخيمات اللاجئين الفلسطينين، نتيجة للبرودة الشديدة التي صاحبت العاصفة.
تظل هذه الأحداث محفورة في الذاكرة الجماعية للمنطقة كتذكير بقوة الطبيعة وتأثيرها على الحياة اليومية لسكان بلاد الشام.