بلغت سن التقاعد ولم تكمل اشتراكاتك؟ هذه خياراتك للحصول على راتب تقاعدي

مع اقتراب العديد من المواطنين الأردنيين من سن التقاعد، تبرز مشكلة شائعة تواجه شريحة كبيرة منهم: عدم استكمال فترة الاشتراك اللازمة للحصول على راتب تقاعدي. في خطوة استباقية، أطلقت المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي دعوة للمؤمن عليهم الذين بلغوا أو اقتربوا من سن الشيخوخة (60 عاماً للرجال و55 عاماً للنساء) للتواصل معها واستكشاف الخيارات المتاحة لضمان حقوقهم التقاعدية. فما هي الحلول المتاحة لمن لم يستكمل المدة المطلوبة لراتب التقاعد؟ وكيف يمكن الاستفادة من آليات الضمان الاجتماعي لتأمين مستقبل مالي مستقر؟

خيارات استكمال الاشتراكات

عندما يجد المؤمن عليه نفسه قد بلغ سن التقاعد دون إكمال المدة اللازمة للحصول على راتب تقاعدي، تفتح المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي أمامه عدة مسارات عملية. وفقاً لتوضيحات المؤسسة، يمكن للمؤمن عليه أن يستمر في الاشتراك بالضمان من خلال عمله في منشأة مسجلة، وهذا الخيار يتيح استكمال فترة الاشتراك المطلوبة بشكل طبيعي مع الاستمرار في العمل. كما يتاح لهم خيار آخر يتمثل في الانتقال إلى نظام الاشتراك الاختياري، الذي يمكنهم من مواصلة تسديد الاشتراكات حتى بلوغ الحد الأدنى المطلوب وهو 15 عاماً (180 اشتراكاً).

بالإضافة إلى ذلك، توفر المؤسسة خياراً مبتكراً يتمثل في إمكانية شراء المدة المتبقية لاستحقاق راتب التقاعد. وأوضحت المؤسسة أن هذا الخيار يتيح للمؤمن عليه طلب سلفة مالية يمكن تسديدها على مدى 60 شهراً كحد أقصى، مما يسمح بسد الفجوة بين المدة المكتملة بالفعل والمدة المطلوبة للحصول على راتب تقاعدي. هذا الحل يعد ملائماً بشكل خاص لمن اقتربوا من استكمال المدة المطلوبة ولكنهم لا يرغبون في الاستمرار بالعمل لفترة إضافية.

معايير استحقاق راتب التقاعد

حددت المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي شروطاً واضحة لاستحقاق راتب تقاعد الشيخوخة، إذ يتطلب الأمر بلوغ المؤمن عليه سن الستين للرجال أو الخامسة والخمسين للنساء، مع ضرورة إكمال فترة اشتراك لا تقل عن 180 اشتراكاً (15 عاماً). وأشارت المؤسسة إلى شرط إضافي مهم وهو أن تتضمن هذه الفترة ما لا يقل عن 7 سنوات من الاشتراك الفعلي، مما يضمن وجود قاعدة كافية من المساهمات التأمينية لتمويل هذه المنافع التقاعدية.

بدائل في حالة عدم الرغبة في الاستمرار

إذا قرر المؤمن عليه عدم الاستمرار في الاشتراك أو شراء المدة المتبقية، فإن المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي تقدم بديلاً آخر يتمثل في تعويض الدفعة الواحدة. وصرحت المؤسسة أن هذا الخيار يسمح للمؤمن عليه بالحصول على تعويض مالي يعكس قيمة اشتراكاته السابقة، مما يوفر له مبلغاً إجمالياً يمكن استثماره أو استخدامه وفقاً لاحتياجاته الشخصية. لا شك أن هذا الخيار يناسب من لديهم فترة اشتراك قصيرة نسبياً أو من يفضلون الحصول على السيولة المالية بدلاً من انتظار راتب شهري محدود. وتؤكد المؤسسة على أهمية دراسة هذا الخيار بعناية، لأنه يعني التنازل عن حق الحصول على راتب تقاعدي مستمر في المستقبل.

تتيح المؤسسة للمؤمن عليهم الراغبين في الاستفسار عن أي من هذه الخيارات التواصل معها من خلال مركز الاتصال الموحد أو عبر حساباتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، أو زيارة أي من فروعها المنتشرة في مختلف محافظات المملكة للحصول على الإرشاد المناسب لحالتهم الخاصة.

تمثل هذه الخيارات المتعددة شبكة أمان اجتماعي للمواطنين الأردنيين، تساعدهم على التخطيط لمستقبلهم المالي بعد التقاعد. وبينما قد تختلف الظروف الشخصية والاحتياجات من شخص لآخر، فإن وجود هذه البدائل يضمن لكل مؤمن عليه إمكانية الوصول إلى حل يتناسب مع وضعه. تبقى المشورة المتخصصة من موظفي المؤسسة حجر الأساس لاتخاذ القرار الأنسب، خاصة وأن هذه القرارات ستؤثر على الاستقرار المالي للمواطنين في مرحلة حيوية من حياتهم.