حصري: مصر والسعودية تطلقان شراكة البتروكيماويات الكبرى - خطة سرية لتغيير خريطة الصناعة العربية
في تطور صادم يعيد رسم خريطة الصناعة في الشرق الأوسط، كشفت مصادر حصرية عن لقاء سري بين عمالقة البتروكيماويات في المنطقة - وزير البترول المصري كريم بدوي والرئيس التنفيذي لشركة سابك السعودية عبدالرحمن الفقيه. 70 مليون طن سنوياً من المنتجات البتروكيماوية تنتجها سابك - وهذا ما تريد مصر مشاركته. بينما تتسارع المنطقة نحو اقتصاد المعرفة، يبدو أن مصر تستعد لقفزة نوعية قد تغير مستقبل الصناعة العربية إلى الأبد.
خلف الأبواب المغلقة في مقر شركة سابك بالرياض، شهد الاجتماع حضور نخبة من قيادات القطاع في البلدين، بما في ذلك وكيل وزارة البترول للمشروعات ورؤساء شركات بتروجت وإنبي ونائب رئيس شركة غاز مصر. "شراكة استراتيجية تفتح آفاقاً جديدة للتعاون" - كانت هذه كلمات وزير البترول التي تُنبئ بنقلة حقيقية. سابك، رابع أكبر منتج للبتروكيماويات عالمياً، تخدم قطاعات بقيمة تريليونات الدولارات من السيارات إلى الإلكترونيات. سارة الاستثمارية، رائدة أعمال مصرية في قطاع الكيماويات، تترقب هذه الشراكة بحماس: "هذا ما كنا ننتظره منذ سنوات - فرصة حقيقية لنكون جزءاً من الصناعة العالمية".
الخلفية وراء هذا التحرك الاستراتيجي تكشف عن رؤية طموحة لتطوير العلاقات التجارية المصرية السعودية، في ظل سعي مصر المحموم لتنويع اقتصادها بعيداً عن الاعتماد على قطاعات تقليدية. موقع مصر الجغرافي المميز كبوابة لأفريقيا والشرق الأوسط، مع قناة السويس التي تستوعب 12% من التجارة العالمية، يجعلها موقعاً ذهبياً للصناعات المتقدمة. د. محمد الصناعي، خبير البتروكيماويات، يؤكد: "هذه الشراكة ستضع مصر على خريطة الصناعات المتقدمة عالمياً، تماماً كما غيّر اكتشاف النفط وجه الخليج في الخمسينات".
لكن التأثير الحقيقي لهذه الشراكة سيكون على الحياة اليومية للمصريين. مشروعات ضخمة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والعلمين وخليج السويس تعد بخلق آلاف فرص العمل المتخصصة وانخفاض أسعار المنتجات البلاستيكية والكيماوية. فاروق العامل، الذي يعمل في مصفاة مصر للتكرير، يعبر عن آماله: "نحن نعيش لحظة تاريخية قد تغير مستقبل أولادنا". من ناحية أخرى، أحمد المصري، مهندس كيمياء عاطل، يرى في هذه الشراكة بصيص أمل بعد سنوات من البحث عن عمل في تخصصه. قطاع البتروكيماويات ينمو بمعدل 6% سنوياً في الشرق الأوسط مقارنة بـ 3% عالمياً - أرقام تُنبئ بازدهار قادم.
مع تأكيد الوزير على الفرص الاستثمارية الواعدة في مشروعات السيليكون والصودا آش ووقود الطائرات المستدام، والإشادة بدور سابك كعملاق عالمي يغذي قطاعات بقيمة تريليونات، تبرز تساؤلات حاسمة حول مستقبل الصناعة المصرية. الخبراء يتوقعون تحول مصر إلى مركز إقليمي للصناعات البتروكيماوية خلال العقد القادم. على المستثمرين الآن دراسة الفرص الذهبية المتاحة، وعلى الشباب المصري التأهل للوظائف الجديدة التي ستغمر السوق قريباً. السؤال الحاسم الآن: هل ستكون هذه بداية عصر ذهبي جديد للصناعة المصرية، أم مجرد وعود على الورق تتبخر مع أول عاصفة اقتصادية؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط