عاجل: عدد سكان الأردن يقترب من 11 مليون نسمة... والعاصمة تضم 5 ملايين!
في تطور اقتصادي صادم يعيد رسم خريطة النمو في المنطقة، سجل الأردن قفزة استثنائية بنسبة 9.1% نمواً في الصادرات خلال 9 أشهر فقط، بينما تشهد المنطقة تراجعاً اقتصادياً حاداً. الأرقام الجديدة تكشف أن عدد سكان المملكة اقترب من 11 مليون نسمة، نصفهم تقريباً يعيشون في العاصمة عمان وحدها، في مؤشر على التحول الديموغرافي والاقتصادي الضخم الذي يشهده الأردن.
حيدر فريحات، المدير العام لدائرة الإحصاءات العامة، كشف خلال جلسة حوارية مثيرة أن قطاعات الأسمدة والفوسفات والصيدلة تقود عجلة النمو بقوة لا تُصدق، مؤكداً أن "مرونة الاقتصاد الأردني في مواجهة التحديات الخارجية" تفوقت على كل التوقعات. سارة القرالة، مديرة التصدير في إحدى شركات الأسمدة الكبرى، تروي بحماس: "حققنا زيادة 40% في المبيعات للأسواق الآسيوية، والطلبات تتدفق كالسيل". في هذه الأثناء، تدوي أصوات ماكينات التعدين في مناجم الفوسفات على مدار الساعة، وترتفع أعمدة الدخان من مصانع الأسمدة التي تعمل بطاقتها القصوى.
لكن خلف هذا النجاح المبهر تكمن قصة أعمق، ففي الوقت الذي تحلق فيه قطاعات جديدة عالياً، تواجه القطاعات التقليدية مثل الألبسة تحديات جسيمة. د. محمد الخضر، الخبير الاقتصادي المتخصص، يحذر: "هذا النمو استثنائي لكنه يحتاج تنويع أكبر لضمان الاستدامة". الأرقام تظهر أن تنويع الشركاء التجاريين نحو الأسواق الآسيوية والأوروبية يشبه بناء جسور جديدة بعد انهيار طرق قديمة، كما نهض الأردن من أزمة 2008، ينهض اليوم بقوة أضعاف مضاعفة.
التأثير على الحياة اليومية للأردنيين بات واضحاً كوضوح الشمس، فبينما تتفتح فرص عمل جديدة في قطاعات الصناعات الثقيلة والصيدلة، يواجه أحمد المناصير وزملاؤه في مصانع الألبسة بالزرقاء تهديداً حقيقياً لمستقبلهم المهني. فادي السوالمة، المستورد من دبي، يؤكد من جانبه: "المنتجات الأردنية أصبحت أكثر جودة وتنافسية من أي وقت مضى". الخبراء يتوقعون أن هذا النمو الذي يعادل إضافة اقتصاد بحجم مدينة كاملة سيجذب استثمارات أجنبية بمليارات الدولارات خلال العام القادم.
النتائج الأولية للتعداد السكاني تضع الأردن أمام تحدٍ جديد: كيف يمكن لاقتصاد ينمو بهذه السرعة أن يلبي احتياجات 11 مليون نسمة، نصفهم يعيش في مساحة جغرافية محدودة؟ صلاح العبادي من مركز الرأي يشدد على أن هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل خارطة طريق للمستقبل. السؤال الآن: هل سيتمكن الأردن من الحفاظ على هذا الزخم الاستثنائي، أم أن التحديات الديموغرافية والإقليمية القادمة ستكون أقوى من قدرته على المقاومة؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط