قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

عقوبات صارمة للكفلاء: المواد البشرية تحدد المخالفات المرتبطة بالعلاقات التجارية

عقوبات صارمة للكفلاء: المواد البشرية تحدد المخالفات المرتبطة بالعلاقات التجارية
نشر: verified icon سامي الخطيب 18 أبريل 2025 الساعة 05:00 مساءاً

تسعى المملكة العربية السعودية بخطوات حثيثة نحو تنظيم بيئة الاستثمار الداخلي وضبط الممارسات التجارية بما يتوافق مع رؤيتها الطموحة 2030. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الموارد البشرية عن فرض عقوبات جديدة وصارمة على الكفلاء الذين تربطهم علاقات تجارية غير قانونية مع المقيمين الموجودين على كفالتهم، في خطوة تهدف للقضاء على ظاهرة "التستر التجاري" التي تشكل خطراً حقيقياً على الاقتصاد الوطني وتخل بمبدأ المنافسة العادلة والشفافية في سوق العمل السعودي.

العقوبات الجديدة على التستر التجاري

يُعرف التستر التجاري بأنه قيام مواطن سعودي بمنح فرصة لمقيم غير سعودي لممارسة نشاط تجاري بصورة غير قانونية داخل المملكة. وتتخذ هذه الظاهرة أشكالاً متعددة، منها تنازل المواطن السعودي عن محل تجاري بكامل صلاحياته إلى الوافد غير السعودي مقابل حصوله على نسبة من الأرباح، أو السماح للمقيم باستخدام السجل التجاري الخاص بالكفيل لممارسة أعمال تجارية. وفي ضوء مساعيها لمكافحة هذه الظاهرة، قامت وزارة الموارد البشرية بتشديد العقوبات على المخالفين، حيث أوضحت مصادر مطلعة أن الإجراءات الجديدة تتضمن فرض غرامات مالية باهظة قد تصل إلى مليون ريال في المرة الأولى، وتتضاعف إلى خمسة ملايين ريال في حالة تكرار المخالفة.

وتجدر الإشارة إلى أن العقوبات لا تقتصر على الغرامات المالية فحسب، بل تمتد لتشمل عقوبات أكثر صرامة كالسجن لمدة تصل إلى عامين للمخالفين في المرة الأولى، وقد تتضاعف إلى خمس سنوات في حالات التكرار. كما قررت الوزارة اتخاذ إجراءات إضافية تتمثل في إلغاء الرخصة التجارية للمتورطين في قضايا التستر والإشهار بهم بين أوساط التجار، مما يشكل رادعاً قوياً لكل من تسول له نفسه الإقدام على مثل هذه الممارسات التي تضر بالاقتصاد الوطني وتقوض جهود المملكة في تنظيم سوق العمل وتحقيق التنمية المستدامة.

اللائحة التنفيذية للموارد البشرية

أكدت وزارة الموارد البشرية أهمية الالتزام باللوائح التنفيذية التي وضعتها لتنظيم العلاقة بين المواطنين السعوديين والعاملين الأجانب في المملكة. وتهدف هذه اللوائح بشكل أساسي إلى تنظيم عملية الإقامة وضمان احترام القوانين والأنظمة التي تضعها الحكومة بالتعاون مع الوزارة. وذكرت مصادر مسؤولة أن اللائحة تشمل جميع المواطنين السعوديين الذين لديهم عمالة وافدة على كفالتهم، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات، وتلزمهم بضرورة التقيد بالأنظمة والقوانين التي تحكم العلاقة بينهم وبين المقيمين، مشددةً على أن أي مخالفة لهذه اللوائح ستعرض المخالف للعقوبات المنصوص عليها.

ويأتي تطبيق هذه اللوائح في إطار الجهود المبذولة لتنظيم سوق العمل وضمان حقوق جميع الأطراف. فقد أوضحت الوزارة أن القانون يشترط على المقيمين في المملكة عدة شروط للإقامة القانونية، منها امتلاك تصريح إقامة سارٍ لا تقل مدته عن سنتين، والحصول على تصريح عمل رسمي، والالتزام بكافة القوانين التي تضعها الحكومة، فضلاً عن ضرورة امتلاك جميع الأوراق والمستندات التي تثبت وجودهم القانوني في المملكة. كما شددت على أهمية تجديد تصريح الإقامة قبل انتهائه بمدة كافية، تفادياً للوقوع في المخالفات وما يترتب عليها من عقوبات.

حقوق المقيمين في المملكة

بالتوازي مع تشديد العقوبات على المخالفين، حرصت المملكة العربية السعودية على ضمان حقوق المقيمين على أراضيها، إيماناً منها بأهمية توفير بيئة عمل عادلة وصحية لجميع العاملين. وفي هذا الصدد، أكدت مصادر رسمية أن العامل المقيم في المملكة يتمتع بالعديد من الحقوق التي يضمنها النظام، ومن أبرزها: الحصول على الراتب الشهري المتفق عليه في الوقت المحدد، والعمل لعدد ساعات العمل المنصوص عليها في العقد دون زيادة، وعدم التعرض لأي شكل من أشكال الإهانة سواء كانت جسدية أو معنوية. بالإضافة إلى ذلك، يحق للمقيم الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، والمكافآت والعلاوات المستحقة وفقاً للأنظمة المعمول بها. وتشدد الوزارة على أن أي إخلال بهذه الحقوق من قبل الكفيل يعرضه للمساءلة القانونية والعقوبات التي تكفل حماية حقوق العاملين وكرامتهم.

تمثل هذه الإجراءات والعقوبات الصارمة خطوة هامة في اتجاه بناء اقتصاد سعودي قوي ومستدام، قائم على أسس المنافسة العادلة والشفافية. فمن خلال مكافحة التستر التجاري وتنظيم العلاقة بين الكفلاء والمقيمين، تسعى المملكة إلى تحقيق أهداف رؤية 2030 المتمثلة في تنويع الاقتصاد وتعزيز الاستثمار وخلق فرص عمل للمواطنين. ويبقى على جميع الأطراف الالتزام بالقوانين واللوائح المنظمة لضمان بيئة عمل صحية ومستقرة تعود بالنفع على الجميع وتساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.

اخر تحديث: 19 أبريل 2025 الساعة 09:00 صباحاً
سامي الخطيب

سامي الخطيب

أنا سامي الخطيب، صحفي  في مجال الشؤون الاجتماعية والتقاعد. أمتلك خبرة تمتد لأكثر من 15 عامًا في تغطية القضايا الاجتماعية وتطورات نظام التقاعد في الأردن. أتابع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية بدقة، مما يمكنني من تقديم تقارير موثوقة وشاملة لجمهوري.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد