من الظالم ومن المظلوم؟ خبير تحكيمي يملك الحقيقة المطلقة في واقعة سانديش التي هزت أركان الكرة الخليجية!

أثارت لقطة تدخل لاعب الهلال سيرجي سافيتش على لاعب الخليج سعيد حمسل جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية خلال المباراة الأخيرة بين الفريقين. وسط التساؤلات المتزايدة حول صحة القرار التحكيمي، قدم المحلل التحكيمي محمد كمال ريشة تحليلاً مفصلاً للحادثة، مشيراً إلى أن قرار الحكم بالاكتفاء بالبطاقة الصفراء كان صحيحاً من الناحية الفنية، وفقاً لمعايير القانون التحكيمي.

رأي الخبير التحكيمي

في تصريحات نقلتها صحيفة "الرياضية"، أوضح محمد كمال ريشة أن التدخل من قبل سافيتش على لاعب الخليج لا يستدعي عقوبة الطرد التي طالب بها البعض. وبيّن الخبير التحكيمي أن الحالة تصنف ضمن فئة "التدخل المتهور" وليس "اللعب العنيف"، مما يجعل البطاقة الصفراء هي العقوبة المناسبة وفقاً لقوانين اللعبة. كما لفت ريشة إلى أن تصنيف الحالة يعتمد على عدة معايير فنية يتم تقييمها من قبل الحكم في لحظة حدوثها.

توضيح القرار التحكيمي

أشار ريشة في تحليله إلى أن معيار "القوة المفرطة" هو العامل الحاسم في تصنيف مثل هذه الحالات، حيث صرح قائلاً: "التدخل لم يكن بقوة مفرطة، وبالتالي فإن القرار الصحيح هو الاكتفاء ببطاقة صفراء، وهو ما اتخذه الحكم بالفعل". ويعتبر هذا التوضيح مهماً لفهم الفارق بين التدخل المتهور الذي يستوجب إنذاراً والتدخل العنيف الذي يستلزم الطرد المباشر، حيث يتعلق الأمر بطبيعة التدخل وقوته ومدى خطورته على سلامة اللاعب المنافس.

الأبعاد والتداعيات

تكتسب هذه الحادثة أهمية خاصة في سياق المنافسة المحتدمة بين الفريقين، خصوصاً مع تداعياتها المحتملة على مسار المباراة ونتيجتها النهائية. فطرد لاعب بحجم سافيتش كان سيؤثر بشكل كبير على أداء فريق الهلال واستراتيجيته في المباراة. وتظهر هذه الحالة أهمية الفهم الدقيق لقوانين اللعبة وتفسيراتها من قبل الجماهير والإعلاميين، إذ إن سوء فهم القواعد التحكيمية غالباً ما يؤدي إلى جدل غير مبرر. وقد أثارت هذه اللقطة نقاشاً واسعاً حول معايير إشهار البطاقات الحمراء والصفراء في الدوري السعودي، وكيفية تقييم التدخلات في المباريات ذات الطابع التنافسي العالي. ويرى متابعون أن توضيح الخبراء التحكيميين لمثل هذه الحالات يساهم في رفع مستوى الوعي الرياضي وتقليل حدة التوترات التي قد تنشأ بسبب اختلاف وجهات النظر حول القرارات التحكيمية.

يمثل تحليل محمد كمال ريشة نموذجاً للمقاربة الموضوعية للقرارات التحكيمية، بعيداً عن التحيزات والضغوط الجماهيرية التي قد تؤثر على الرؤية الفنية للحالات المثيرة للجدل. وتبقى مثل هذه التحليلات ضرورية لتطوير الفهم العام للعبة وقواعدها، وتحسين مستوى النقاش الرياضي في المجتمع السعودي. ومع استمرار تطور القوانين التحكيمية وتحديثها، يصبح من المهم تقديم شروحات مستمرة للجمهور الرياضي لمواكبة هذه التغييرات وفهم أسسها ومبرراتها.