40 حساباً مزيفاً ومستشارة مرسي.. كيف حولت مروة يسري نفسها لـ'ابنة مبارك' واتهمت وفاء عامر بتجارة الأعضاء؟


كشفت التحقيقات في قضية مروة يسري، المتهمة بسب وقذف الفنانة وفاء عامر واتهامها بتجارة الأعضاء البشرية، عن تفاصيل صادمة حول الدور الذي لعبته مستشارة إعلامية سابقة للرئيس المعزول محمد مرسي في تشكيل هوية الفتاة المزيفة.
اعترفت مروة يسري أمام جهات التحقيق بأنها علمت بادعائها كونها ابنة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك من خلال صحفية وصفتها بأنها "مرأة قيادي سابق وكانت مستشارة صحفية للرئيس الإخواني مرسي". وأوضحت المتهمة أن هذه المستشارة هي من أخبرتها بأسماء الشخصيات التي استخدمتها في حساباتها المزيفة، بما في ذلك "فريدة" و"بنت مبارك" و"إيمان الطوخي".
تمكنت المتهمة من خلال هذه المعلومات المضللة من إنشاء ما يقارب 40 حساباً مزيفاً على منصات التواصل الاجتماعي، مستغلة اسم الرئيس الراحل للتأثير على الجمهور وتحقيق مكاسب شخصية. وكشفت أنها استخدمت هذه الهوية المفبركة لـ"تخويف الناس" ومحاولة "أخذ حقها" من الأشخاص الذين تدعي أنهم أساءوا إليها.
خلال التحقيقات، روت مروة يسري قصة معقدة حول نشأتها، زاعمة أنها تعرضت للاختطاف في عمر سنة ونصف عام 1990 من أسرتها الأصلية المزعومة، وأنها نشأت مع عائلة بديلة في منطقة إمبابة عاملتها معاملة سيئة. وادعت أن والدتها الحقيقية هي "إيمان الطوخي" الشهيرة، في محاولة لإضفاء مصداقية على ادعاءاتها المتهاوية.
استغلت المتهمة هذه الرواية المفبركة لمهاجمة عدد من الشخصيات العامة، وعلى رأسهم الفنانة وفاء عامر التي اتهمتها بتهم خطيرة تتعلق بتجارة الأعضاء البشرية. وأشارت إلى أن عدة فنانين، بمن فيهم وفاء عامر ووالدتها عزيزة عز العرب، كانوا يحاولون "استدراجها" لأعمال منافية للآداب بهدف التشهير بها.
كشف التحقيق أن مروة يسري بدأت نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي منذ عام 2013، لكنها تحولت للنشاط المكثف بداية من عام 2025. وأنشأت حسابات متعددة باسم ابنة مبارك ومتغيرات أخرى، مستخدمة أسماء مختلفة مثل "mr mrs" وحسابات عديدة تحمل اسم ابنة الرئيس محمد حسني مبارك.
أعربت المتهمة عن أسفها لعدم تذكر اسم الصحفية التي زودتها بهذه المعلومات المضللة، مما يثير تساؤلات حول مدى صدقيها في هذا الادعاء تحديداً. وأكدت أنها تعرضت للاحتجاز لدى إحدى الجهات الأمنية في 2023 لمدة شهرين بسبب ادعائها كونها ابنة مبارك، قبل أن يتم الإفراج عنها.
تزوجت مروة يسري من شخص يدعى حسن أحسن محمد حسن عبد الرحيم الظاهر، وأنجبت منه طفلين هما مروان البالغ 14 عاماً ومالك البالغ 13 عاماً، قبل أن ينتهي زواجها بالطلاق عام 2019 بعد عشر سنوات. ويقيم الطفلان حالياً مع والدهما الذي يعمل في المملكة العربية السعودية وتزوج من سيدة سورية هناك.
حصلت المتهمة على بكالوريوس إدارة صناعية من معهد تسميه "الجامعة العمالية" بعد دراسة امتدت أربع سنوات، وذلك بعد حصولها على مجموع ضعيف في الثانوية العامة تعزوه لسوء المعاملة التي تعرضت لها في منزل العائلة البديلة.
سبق أن حررت مروة يسري عدة محاضر ضد أشخاص مختلفين، من بينهم أحمد عمار وابن محفوظ، تتهمهم بالتشهير والاستدراج بغرض التخلص منها، إلا أن جميع هذه القضايا انتهت بالحفظ وفقاً لما ذكرته في التحقيقات.
تكشف هذه القضية عن خطورة استخدام الهويات المزيفة على منصات التواصل الاجتماعي، وكيف يمكن لجهات سياسية أن تستغل أشخاصاً عاديين لتنفيذ أجندات معينة. كما تسلط الضوء على ضرورة تشديد الرقابة على الحسابات المزيفة التي تدعي انتماءات كاذبة لشخصيات عامة بهدف التأثير على الرأي العام أو تشويه سمعة الآخرين.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط