قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

السعودية تستقطب 34 شركة جديدة في ربع واحد: كيف حققت برنامج المقرات الإقليمية نمواً يتجاوز التوقعات؟

السعودية تستقطب 34 شركة جديدة في ربع واحد: كيف حققت برنامج المقرات الإقليمية نمواً يتجاوز التوقعات؟
نشر: verified icon

سياق سعودي

24 أغسطس 2025 الساعة 08:35 مساءاً

حققت المملكة العربية السعودية إنجازاً لافتاً في استقطاب الاستثمارات الأجنبية، حيث نجح برنامج المقرات الإقليمية في جذب 34 شركة جديدة خلال الربع الثاني من العام الجاري، متجاوزاً بذلك التوقعات المرسومة وأضافاً زخماً جديداً لرؤية المملكة 2030. هذا النمو المتسارع يعكس نجاح الاستراتيجية السعودية في تحويل المملكة إلى مركز استثماري إقليمي رائد، خاصة وأن إجمالي عدد الشركات التي اتخذت من المملكة مقراً إقليمياً لها وصل إلى نحو 600 شركة.

تأتي هذه الأرقام الاستثنائية في ظل منافسة شديدة بين دول المنطقة لاستقطاب المقرات الإقليمية، مما يؤكد قوة الحوافز والتسهيلات التي تقدمها المملكة للمستثمرين الدوليين. الإحصائيات الجديدة التي كشفت عنها وزارة الاستثمار تشير إلى أن معدل النمو في استقطاب الشركات يتجاوز المعدلات المتوقعة بفارق كبير، حيث كان متوسط الاستقطاب في الأرباع السابقة أقل بنسبة ملحوظة من هذا الرقم الجديد.

يعود هذا النجاح المتميز إلى عوامل متعددة، في مقدمتها الرؤية الاستراتيجية الطموحة التي وضعها محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، عند إطلاق البرنامج في عام 2021. الرؤية التي تهدف إلى جعل المملكة وعاصمتها الرياض الوجهة الأولى للمقرات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بدأت تؤتي ثمارها بشكل متسارع ومتفوق على الخطط الموضوعة، مما يعكس دقة التخطيط وفعالية التنفيذ.

الإشراف المباشر من الهيئة الملكية لمدينة الرياض على تنفيذ البرنامج، بالتعاون الوثيق مع وزارة الاستثمار، ساهم بشكل كبير في تحقيق هذه النتائج المبهرة. هذا التعاون المؤسسي المتقن أدى إلى خلق بيئة أعمال متكاملة وجاذبة تلبي احتياجات الشركات العالمية وتتجاوز توقعاتها في كثير من الأحيان، مما جعل الكثير من هذه الشركات تعيد النظر في استراتيجياتها الإقليمية لصالح الاستثمار في المملكة.

تصريحات وزير الاستثمار خالد الفالح السابقة حول وصول عدد الشركات إلى 600 شركة، تؤكد أن المملكة نجحت في بناء قاعدة استثمارية صلبة ومتنوعة. هذه القاعدة الواسعة من الشركات العالمية لا تشكل فقط مصدر دخل اقتصادي، بل تساهم أيضاً في نقل الخبرات والتقنيات المتقدمة، وتفتح أسواقاً جديدة أمام الشركات المحلية، وتخلق فرص عمل نوعية للكوادر السعودية الشابة.

البيانات الجديدة حول استقطاب 34 شركة في ربع واحد تضع المملكة على مسار تحقيق أهداف اقتصادية أكبر ضمن رؤية 2030، والتي تهدف إلى مضاعفة حجم الاقتصاد السعودي وتنويع مصادر الدخل. هذا المعدل المتسارع في النمو يعني أن المملكة قد تتجاوز الأهداف المرسومة مسبقاً، وتحقق مركزاً اقتصادياً إقليمياً أقوى من المتوقع في فترة زمنية أقصر.

التطورات الأخيرة تشير إلى أن المملكة نجحت في إزالة العقبات التي كانت تواجه الاستثمار الأجنبي، وطورت نظاماً متكاملاً من الحوافز والتسهيلات الإجرائية التي تجعل من اختيار المملكة كمقر إقليمي قراراً مدروساً وجاذباً للشركات العالمية. هذا النجاح لم يأت من فراغ، بل نتج عن دراسات معمقة لاحتياجات السوق العالمي وفهم عميق لمتطلبات بيئة الأعمال الحديثة.

البرنامج السعودي لجذب المقرات الإقليمية يمثل جزءاً حيوياً من إستراتيجية شاملة لتحسين جودة الحياة وخلق اقتصاد متنوع ومستدام. النجاح في استقطاب هذا العدد الكبير من الشركات خلال ربع واحد يؤكد أن هذه الإستراتيجية تسير في الاتجاه الصحيح، وأن المملكة تتحول بخطى ثابتة إلى مركز اقتصادي عالمي مؤثر يتجاوز الاعتماد على النفط كمصدر دخل رئيسي.

هذا الإنجاز الاقتصادي المتميز يضع المملكة في موقع تنافسي قوي مقارنة بالمراكز الاقتصادية الأخرى في المنطقة، ويعزز من مكانتها كوجهة استثمارية موثوقة ومبتكرة. المؤشرات الحالية تنبئ بمستقبل اقتصادي واعد، حيث من المتوقع أن يستمر هذا النمو المتسارع في الأرباع القادمة، خاصة مع استمرار تطوير البنية التحتية وتحسين بيئة الأعمال.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد