عاجل .. رقعةٌ تتسع بصمت... هل يقترب الأردن من فقدان أراضيه الخصبة؟ اكتشف السبب وراء هذا التهديد!

في خضم التغيرات البيئية المتسارعة التي يشهدها العالم، يأتي التحذير من احتمالية تفاقم مشكلة التصحر في الأردن كجرس إنذار يعصف بالمزارعين والخبراء في آن. يشير تقرير حديث من منظمة زوي للبيئة، في جنيف، إلى أن نسبة الأراضي الزراعية المتاحة في المملكة، والمرتكزة بشكل كبير على المناطق الخصبة، تواجه خطرًا جليًا نتيجة لزيادة معدلات الطلب عليها والاستعمال الزائد للمياه.
تشير الخرائط البيئية لعام 2022 إلى أن التغيرات المناخية والزيادة السكانية تضغط على البنية البيئية للأردن. وفقًا لبيانات منظمة زوي للبيئة، فإن المناخ الجاف والمتدهور إلى جانب السياسات المائية غير المجدية قد أسهمت في تقليص الأراضي الزراعية تدريجيًا. المناخ الصحراوي الذي يزحف ببطء ولكنه بثبات على الأراضي الصالحة للزراعة يُعتبر التحدي الأبرز للأردن في هذا السياق.
أسهم تعقيد الوضع الجيوسياسي المحيط بالأردن والشرق الأوسط في تفاقم الوضع، حيث أن النزاعات الإقليمية المستمرة تؤثر سلبًا على التخطيط طويل الأمد لحماية البيئة. تتوضح خطورة الأمر عندما نعلم أن التصحر يهدد بتفاقم أزمة الأمن الغذائي في البلاد، كما يُظهر تحليل الخبراء من توقعات منظمة زوي.
بالنظر إلى الأفق المناخي، تُحذِّر المؤشرات من زيادة في حدة موجات الحر المرتقبة وارتفاع درجات الحرارة في بعض مناطق مثل عمان وإربد، ما يفاقم تحدي التصحر. وفقًا لنفس التقرير البيئي، ستشهد هذه المناطق طقسًا متطرفًا يعمق من الأزمات البيئية القائمة بحلول عام 2070. الزراعة والثروة الحيوانية، التي تُشكل عصب الحياة في تلك الأقاليم، تواجه مخاطر تتطلب من الجميع التيقظ لأخذ الحيطة والحذر.
على الرغم من هذه التحديات، تأتي الظروف المناخية القاسية بمخاطر إضافية على الصحة العامة والأمن المائي في المناطق الحضرية والمكتظة بالسكان. كما أن الضغط المستمر على الموارد المائية قد يخلق حالة من التنافس الإقليمي وهو ما يجب معالجته بصورة مستعجلة لتفادي الآثار السلبية طويلة الأمد.
تُشير منظمة زوي إلى أن الحل يكمن في تعزيز التعاون الإقليمي الذي يتطلب تبادل المعرفة والخبرات والموارد بين الدول المجاورة. هذا التعاون الإقليمي لا يقتصر على مواجهة التصحر فحسب، بل يمّكن بالدول من مواجهة المشكلات البيئية الأخرى ضمن منظومة متكاملة من محاور الغذاء والطاقة والمياه والتكنولوجيا البيئية.
وبالنظر إلى العقود القادمة، يتوقع الخبراء أن يُشكِّل التعاون الإقليمي فرص مهمة لحل الأزمة. باستخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب الزراعية المستدامة، يمكن للدول في المنطقة إيجاد حلول تساعد على استعادة بعض الأراضي المتدهورة، وتحسين كفاءة استخدام المياه، فضلًا عن تقوية مرونة البنية الزراعية.
تصبح الحاجة إلى اتخاذ تدابير فعالة وحازمة أكثر إلحاحًا كلما ازداد حجم التهديدات البيئية. إن مواجهة التصحر في الأردن تتطلب التزامًا محليًا ودوليًا مشتركًا يجمع الحكومات والجهات الفاعلة العالمية للعمل معًا لتقاسم المعرفة والموارد لدعم المزارعين وتحسين نظم الإنتاج الزراعي، قبل أن يفوت الأوان لتدارك الخطر المحدق بالمنطقة بأسرها.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط