قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

أكثر من 10 دول عربية تدين إعلان نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" من النيل للفرات

أكثر من 10 دول عربية تدين إعلان نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" من النيل للفرات
نشر: verified icon

سياق سعودي

15 أغسطس 2025 الساعة 03:35 صباحاً

أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تبنيه لرؤية "إسرائيل الكبرى" موجة إدانة عربية شاملة من أكثر من عشر دول، حيث وصفت تصريحاته بالتهديد المباشر لسيادة الدول العربية ومحاولة لإعادة تشكيل خريطة المنطقة بما يخدم الأطماع التوسعية الإسرائيلية.

جاءت الإدانات العربية ردًا على تصريحات نتنياهو في مقابلة متلفزة مع قناة "i24" الإسرائيلية، حيث أعلن صراحة عن "ارتباطه الشديد برؤية إسرائيل الكبرى" التي تهدف إلى السيطرة على أراضٍ عربية تمتد من النيل شرقًا إلى الفرات غربًا، وفق المزاعم الإسرائيلية المتطرفة.

تصدرت السعودية المواقف العربية الرافضة، إذ أعلنت الخارجية السعودية في بيان رسمي إدانتها "بأشد العبارات للتصريحات الصادرة عن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي حيال ما يسمى رؤية إسرائيل الكبرى". وأكدت المملكة رفضها التام "للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلي"، مشددة على أن هذه الانتهاكات تقوض أسس الشرعية الدولية وتهدد الأمن والسلم إقليميًا وعالميًا.

في سياق متصل، اتخذت مصر موقفًا دبلوماسيًا مميزًا بمطالبتها بإيضاحات رسمية حول هذه التصريحات، دون أن تحدد الجهة المطلوب منها تقديم هذه الإيضاحات. وأعربت الخارجية المصرية عن إدانتها لما وصفته بـ"إثارة عدم الاستقرار والتوجه الرافض لخيار السلام بالمنطقة"، مؤكدة أن هذه الأطروحات "تتعارض مع تطلعات الأطراف الإقليمية والدولية المحبة للسلام".

انضمت قطر إلى موجة الإدانة العربية باعتبار تصريحات نتنياهو "امتدادًا لنهج الاحتلال القائم على الغطرسة وتأجيج الأزمات والصراعات والتعدي السافر على سيادة الدول والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية". وأكدت الدوحة أن "الادعاءات الإسرائيلية الزائفة والتصريحات التحريضية العبثية لن تنتقص من الحقوق المشروعة للدول والشعوب العربية".

من جهته، وصف الأردن هذه التصريحات بأنها "تصعيد استفزازي خطير وتهديد لسيادة الدول ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة". وشدد الناطق باسم الخارجية الأردنية سفيان القضاة على أن "هذه الأوهام العبثية التي تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لن تنال من الأردن والدول العربية"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري لوقف جميع الإجراءات والتصريحات التحريضية الإسرائيلية المهددة لاستقرار المنطقة".

شملت الإدانات العربية أيضًا الإمارات والكويت وسلطنة عمان واليمن والعراق وتونس، حيث أجمعت جميعها على رفض ما وصفته بـ"المخططات التوسعية غير الشرعية" و"الاعتداء السافر على القانون الدولي". كما أعربت هذه الدول عن قلقها من أن تؤدي هذه التصريحات إلى "دفع المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار" في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية.

على المستوى المؤسسي، أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية "بأشد العبارات" تصريحات نتنياهو، واصفة إياها بـ"استباحة لسيادة دول عربية ومحاولة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة". وأكدت الجامعة أن هذه التصريحات "تعكس نوايا توسعية وعدوانية لا يمكن القبول بها أو التسامح معها، وتكشف العقلية المتطرفة الغارقة في أوهام استعمارية"، داعية المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن إلى "الاضطلاع بمسؤوليته والتصدي بكل قوة لهذه التصريحات المتطرفة".

في السياق ذاته، دعت حركة حماس الدول العربية إلى اتخاذ موقف أكثر حسمًا يشمل "قطع العلاقات وسحب السفراء ووقف التطبيع، والتوحد خلف خيار مواجهة الاحتلال". ونددت الحركة بالتصريحات التي تتضمن "السيطرة على أراضٍ مصرية وأردنية وسورية وغيرها من الأراضي العربية"، مطالبة المجتمع الدولي بـ"التحرك لجم حكومة نتنياهو ووقف حربه الوحشية ضد المدنيين".

تأتي هذه الإدانات العربية في وقت يواجه فيه نتنياهو - المطلوب للمحكمة نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في العراق، بما يشمل الأردن ولبنان وأجزاء من سوريا والسعودية والكويت، إضافة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بالكامل. ووفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن هذا المفهوم استُخدم سابقًا بعد حرب 1967 للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة وسيناء ومرتفعات الجولان المحتلة.

يرى محللون سياسيون أن الإجماع العربي النادر في إدانة تصريحات نتنياهو يعكس إدراكًا إقليميًا متزايدًا لخطورة تحول هذه الأفكار التوسعية من مجرد شعارات أيديولوجية إلى سياسات عملية قابلة للتطبيق، خاصة في ظل السلوك العدواني المتصاعد للحكومة الإسرائيلية الحالية والدعم الأمريكي المستمر لها، مما يتطلب استجابة عربية ودولية حاسمة لحماية سيادة الدول ومنع تدهور الوضع الأمني في المنطقة أكثر مما هو عليه الآن.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد