قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

50 مليار ريال وعام تطويري إلزامي: السعودية تغيّر قواعد اللعبة في اختيار المعلمين

50 مليار ريال وعام تطويري إلزامي: السعودية تغيّر قواعد اللعبة في اختيار المعلمين
نشر: verified icon علي الزعبي 15 أغسطس 2025 الساعة 05:35 صباحاً

كشف وزير التعليم السعودي يوسف البنيان عن تطوير ثوري في منظومة اختيار المعلمين والمعلمات، حيث ستخصص المملكة 50 مليار ريال للاستثمار في التعليم خلال السنوات الخمس المقبلة، مع إقرار عام تطويري إلزامي كشرط أساسي لدخول مهنة التعليم. هذا الإعلان جاء خلال المؤتمر الصحفي الحكومي الذي شهد الكشف عن أكبر تحول في تاريخ التعليم السعودي.

تُمثل هذه المبادرة نقلة نوعية في معايير الجودة التعليمية، حيث لن يتم تعيين أي معلم أو معلمة مستقبلاً إلا بعد اجتياز برنامج تطوير مهني مكثف لمدة عام كامل في معهد الوطني للتطوير المهني التعليمي. وأوضح البنيان أن هذا المعهد سيصبح البوابة الحصرية لدخول المنظومة التعليمية، مما يضمن تأهيل كوادر تعليمية عالية الكفاءة قادرة على مواكبة متطلبات التعليم الحديث.

وزير التعليم السعودي

تتضمن الآلية الجديدة شراكة استراتيجية مع سنغافورة لتطوير برامج التدريب، حيث سيخضع المرشحون لمعايير انتقاء صارمة تديرها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، فيما تتولى وزارة التعليم إجراء الاختبارات والمقابلات الشخصية النهائية. هذا التعاون الدولي يهدف إلى الاستفادة من التجربة السنغافورية المتقدمة في تأهيل المعلمين، حيث ستُبتعث مجموعة من المعلمين السعوديين إلى سنغافورة للتدريب على أحدث الأساليب التعليمية.

يأتي هذا التطوير في إطار خطة طموحة لإعادة هيكلة المنظومة التعليمية بالكامل، حيث تم تقليص عدد إدارات التعليم إلى 16 إدارة تعليمية فقط، وإقرار 4 حركات نقل سنوية للمعلمين والمعلمات عبر منصة "فرص" الإلكترونية. كما شهدت المنظومة استثمارات ضخمة في البنية التحتية، شملت تنفيذ 75 مشروعاً إنشائياً جديداً بقيمة 920 مليون ريال، وصيانة شاملة لأكثر من 15 ألف مبنى مدرسي بتكلفة تجاوزت ملياري ريال.

وأشار الوزير إلى أن البرنامج التطويري الإلزامي يُعتبر بمثابة ماجستير مهني متخصص، يُمكّن المعلمين الجدد من اكتساب المهارات الضرورية لأداء مهامهم بكفاءة عالية في الميدان التربوي. هذا البرنامج يشمل ثلاثة محاور رئيسية: التطوير التربوي والتخصصي والقيادي، ويتضمن تدريباً عملياً مكثفاً يؤهل المعلمين للتعامل مع التحديات التعليمية الحديثة.

صورة وزير التعليم

تشمل الاستثمارات المخصصة للخمس سنوات القادمة تطوير أكثر من 500 فرصة استثمارية تعليمية في 63 مدينة سعودية، وتدشين 120 مدرسة جديدة عبر نموذج الشراكة مع القطاع الخاص. كما تم إصدار 199 رخصة استثمار أجنبي لشركات تعليمية دولية، من بينها جامعتان عالميتان ستفتتحان فروعهما في المملكة، مما يعكس جاذبية السوق التعليمي السعودي للاستثمارات الدولية.

وفي السياق ذاته، كشف البنيان عن تقديم أكثر من 520 ألف فرصة تدريبية للمعلمين والمعلمات الحاليين عبر المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي، في مجالات تربوية وتخصصية وقيادية متنوعة. هذه البرامج التدريبية تهدف إلى رفع كفاءة الكوادر التعليمية الحالية ومواكبة المستجدات التعليمية والتقنية الحديثة.

تُعتبر هذه المبادرة جزءاً من استراتيجية شاملة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث تسعى الحكومة السعودية إلى بناء نظام تعليمي عالمي المستوى يُساهم في إعداد جيل مؤهل ومنافس عالمياً. الاستثمار الضخم في تطوير المعلمين يُعكس إدراك القيادة السعودية لأهمية العنصر البشري في نجاح العملية التعليمية وتحقيق التنمية المستدامة.

يُذكر أن هذا التطوير يأتي بالتزامن مع إدراج مناهج الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم العام، وتدريس اللغة الصينية في أكثر من 140 مدرسة متوسطة حكومية، مما يُظهر توجه المملكة نحو مواكبة التطورات التقنية والثقافية العالمية في منظومتها التعليمية.

علي الزعبي

علي الزعبي

أنا علي الزعبي، متخصص في شؤون التعليم الأردني. أعمل منذ سنوات على متابعة التطورات والابتكارات في القطاع التعليمي، وأشارك بانتظام في المؤتمرات والندوات التعليمية التي تساهم في تعزيز معرفتي، مما يمكنني من تقديم رؤى شاملة وعميقة في هذا المجال.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد