خريطة شوهت إفريقيا لـ5 قرون وطبيب عمره 103 سنوات يكشف سر الحياة المديدة

كشفت حملة دولية جديدة يدعمها الاتحاد الإفريقي عن واحدة من أطول الأكاذيب الجغرافية استمراراً في التاريخ الحديث، حيث شوّهت خريطة مركاتور التي تعود للقرن السادس عشر الحجم الحقيقي لقارة إفريقيا لأكثر من خمسة قرون، مما أثر على النظرة العالمية للقارة وأهميتها الجيوسياسية.
تستهدف هذه الحملة المدعومة من منظمتي "إفريقيا بلا فلتر" و"سبيك أب إفريقيا" إنهاء استخدام خريطة مركاتور التي قلّصت بصرياً مساحة القارة الإفريقية وشوّهت امتدادها الجغرافي الحقيقي.
ويؤدي الإسقاط الجغرافي لخريطة مركاتور إلى تضخيم المناطق القريبة من القطبين مثل أمريكا الشمالية وغرينلاند، بينما يقلص بشكل دراماتيكي من أحجام القارات الاستوائية كإفريقيا وأمريكا الجنوبية. هذا التشويه البصري ليس مجرد خطأ تقني، بل يحمل تداعيات سياسية وثقافية عميقة على مدار القرون.
تغطي إفريقيا في الواقع مساحة شاسعة تبلغ 30.37 مليون كيلومتر مربع، وهي مساحة كافية لاحتواء الولايات المتحدة والصين والهند ومعظم أوروبا مجتمعة. رغم ذلك، تستمر المدارس ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية في استخدام خريطة مركاتور التي تُظهر القارة أصغر بكثير من حجمها الفعلي.
وقد صُممت خريطة مركاتور أصلاً للملاحة البحرية في القرن السادس عشر، وهي تُوسع بشكل مصطنع مناطق الشمال العالمي بينما تُقلل من الحجم المُدرك لقارات الجنوب. النتيجة هي رؤية عالمية مشوهة تُقلل من الأهمية الاقتصادية والثقافية والسياسية لإفريقيا.
تدعو الحملة المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة والبنك الدولي وهيئة الإذاعة البريطانية، إلى اعتماد خريطة "الأرض المتساوية" التي تُمثل الجغرافيا العالمية بشكل أكثر عدالة ودقة. ومن خلال عريضة عالمية، تحث المبادرة المؤسسات التعليمية والإعلامية على استخدام الخرائط التي تعكس الحجم الحقيقي للقارات.
أوضح ياسين جيبو، مؤسس منظمة "تحدثوا عن أفريقيا"، أن القرارات المتعلقة بإفريقيا الاقتصادية والسياسية والتنموية تُتخذ على أساس إطار مرجعي خاطئ، مؤكداً ضرورة أن يرى العالم إفريقيا كما هي في الواقع.
من جانبها، أكدت سلمى حدادي، نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، أن خريطة مركاتور تُظهر إفريقيا أصغر من حجمها الحقيقي رغم كونها ثاني أكبر قارة في العالم وتضم 54 دولة وأكثر من مليار نسمة، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تهدف لاستعادة مكانة إفريقيا المستحقة عالمياً.
وقد بدأت بعض المنظمات في التحرك تدريجياً، حيث حولت خرائط جوجل من استخدام عرض مركاتور على أجهزة الكمبيوتر إلى العرض ثلاثي الأبعاد عام 2018، بينما أعلن البنك الدولي تحوله التدريجي عن الخريطة التقليدية.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط