من 58 هكتار إلى 72 طن.. كيف يحول 'دخن سايه' خريطة الأمن الغذائي السعودي؟

أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة نتائج جولتها الميدانية الحديثة على مزارع 'دخن سايه' بمحافظة الكامل، والتي كشفت عن إنتاج سنوي يصل إلى 72.85 طن من هذا المحصول التراثي المتناثر عبر 58.21 هكتار موزعة على 98 مزرعة، في خطوة مهمة لإعادة تقييم دور هذا المحصول في تعزيز الأمن الغذائي المحلي.
وكشف المهندس نزار بن سعود العتيبي، رئيس لجنة إدارة الزراعة بفرع الوزارة، أن محصول دخن سايه ينتمي علمياً إلى فصيلة النجيليات المتميزة بقدرتها الاستثنائية على التكيف مع البيئات الجافة وشبه الجافة، مما يجعله مثالياً للزراعة في المناطق ذات الحرارة المرتفعة وندرة الأمطار التي تميز الأراضي السعودية.
تشير الدراسات الأولية للوزارة إلى انخفاض ملحوظ في المساحات المزروعة خلال السنوات الخمس الماضية، رغم الإمكانات الهائلة لهذا المحصول في دعم منظومة الأمن الغذائي الوطني. والمثير للاهتمام أن 'دخن سايه' لا يقتصر على كونه مصدراً غذائياً مباشراً، بل يمتد تأثيره إلى قطاعات صناعية متنوعة تشمل إنتاج الأعلاف كالسيلاج والتبن وعلائق الأسماك والدواجن.
وتتجه أنظار الخبراء إلى الاستخدامات المتقدمة لهذا المحصول، حيث تدخل بروتيناته في الصناعات الصيدلانية، فيما تستخدم مكوناته في تصنيع المستحضرات التجميلية ومنتجات العناية بالبشرة والشعر، إضافة إلى إمكانية استخلاص النشا والزيوت من بذوره، مما يفتح آفاقاً اقتصادية واعدة أمام المزارعين المحليين.
تسعى الوزارة من خلال هذه المبادرة إلى وضع خطة شاملة للتوسع في زراعة هذا المحصول، مستندة إلى كونه عالي القيمة الغذائية وقادراً على مواجهة التحديات المناخية القاسية مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، مما يعزز من مكانته كأحد الركائز المهمة في استراتيجية الأمن الغذائي المحلي طويل المدى.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط