47 دقيقة تفصل بين مغرب حلايب ومطروح.. هيئة المساحة تكشف الفارق الزمني المدهش عبر مليون كيلومتر من مصر

تشهد جمهورية مصر العربية اليوم فارقاً زمنياً مذهلاً يصل إلى 47 دقيقة كاملة بين موعد أذان المغرب في أقصى الجنوب الشرقي بمنطقة حلايب وأقصى الشمال الغربي في مطروح، وفقاً للبيانات الرسمية المحدثة من هيئة المساحة المصرية.

تكشف الحسابات الفلكية الدقيقة أن أذان المغرب سيدوي في حلايب عند الساعة 6:58 مساءً، بينما لن يؤذن في مطروح إلا عند الساعة 7:45 مساءً، مما يعكس التأثير الجغرافي الواضح لامتداد مصر عبر مليون كيلومتر مربع من الأراضي المصرية.

يبرز هذا التباين الزمني الاستثنائي كنتيجة مباشرة للموقع الجغرافي المتميز لمصر وامتدادها الواسع عبر خطوط الطول والعرض المختلفة، حيث تمتد البلاد من المناطق الاستوائية جنوباً إلى المناطق المتوسطية شمالاً، ومن ساحل البحر الأحمر شرقاً إلى الحدود الليبية غرباً.

تسجل محافظات الجنوب والشرق أوقاتاً مبكرة نسبياً لأذان الظهر والمغرب، فيما تشهد أسوان موعد المغرب عند 7:14 مساءً، والغردقة عند 7:13 مساءً، ورأس غارب عند 7:18 مساءً. في المقابل، تأتي محافظات الساحل الشمالي والغربي متأخرة حيث تسجل الإسكندرية 7:33 مساءً، ودمنهور 7:32 مساءً.

يظهر التوزيع الجغرافي لمواقيت الصلاة عبر الجمهورية نمطاً علمياً واضحاً، حيث تبدأ المواقيت مبكرة في المناطق الجنوبية الشرقية وتتأخر تدريجياً كلما اتجهنا شمالاً وغرباً. القاهرة تتوسط هذا النطاق بموعد مغرب عند 7:27 مساءً، والجيزة عند نفس التوقيت، بينما المنصورة عند 7:27 مساءً أيضاً.

تؤكد هيئة المساحة المصرية دورها كالجهة الرسمية الوحيدة المخولة بتحديد مواقيت الصلاة الدقيقة في مصر، معتمدة على معادلات فلكية معقدة تأخذ في الاعتبار خطوط الطول والعرض لكل منطقة. هذه الحسابات تراعي حركة الشمس الظاهرية وانحراف الأرض ومواقع المدن بدقة متناهية.

تشهد محافظات الحدود تباينات فريدة تعكس التنوع الجغرافي للبلاد، فرأس سدر في جنوب سيناء تسجل المغرب عند 7:22 مساءً، بينما العريش في شمال سيناء عند 7:19 مساءً. السلوم في أقصى الغرب تحتل المرتبة الثانية في التأخير بموعد 7:43 مساءً، متبوعة بمطروح كأحدث المواقيت.

يمتد نفس النمط الزمني إلى بقية الصلوات اليومية، حيث يسجل أذان المغرب في المحافظات الوسطى أوقاتاً متوسطة تتراوح بين المناطق المتطرفة. الفيوم تؤذن عند 7:29 مساءً، والمنيا عند 7:28 مساءً، وبني سويف عند 7:28 مساءً، مما يظهر التدرج الطبيعي للمواقيت عبر الأراضي المصرية.

تخدم هذه التوقيتات الدقيقة ملايين المصريين في أداء شعائرهم الدينية اليومية، حيث يعتمد المسلمون على هذه البيانات الرسمية لضمان الصلاة في أوقاتها الشرعية الصحيحة. التباين الزمني الكبير يستوجب الاعتماد على المواقيت المحلية الخاصة بكل منطقة وتجنب التعميم.

يأتي هذا الكشف الجغرافي المذهل ليؤكد عظمة الخالق في تنوع الأرض وتأثير المواقع الجغرافية على الحياة اليومية للناس، وضرورة الدقة العلمية في تحديد أوقات العبادة عبر هذه المساحة الواسعة من الأراضي المصرية المباركة.

علي الزعبي

أنا علي الزعبي، متخصص في شؤون التعليم الأردني. أعمل منذ سنوات على متابعة التطورات والابتكارات في القطاع التعليمي، وأشارك بانتظام في المؤتمرات والندوات التعليمية التي تساهم في تعزيز معرفتي، مما يمكنني من تقديم رؤى شاملة وعميقة في هذا المجال.

قم بمشاركة المقال