قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المؤشر السعودي يتحدى التوترات العالمية ويتماسك فوق 10900 نقطة بدعم 139 سهماً صاعداً

المؤشر السعودي يتحدى التوترات العالمية ويتماسك فوق 10900 نقطة بدعم 139 سهماً صاعداً
نشر: verified icon نورة الفارسي 25 أغسطس 2025 الساعة 05:45 مساءاً

استطاع المؤشر العام السعودي "تاسي" الحفاظ على مستواه المرتفع فوق حاجز 10900 نقطة، مسجلاً أداءً إيجابياً بنسبة 0.10% وبمكاسب 11.41 نقطة ليصل إلى 10915.06 نقطة، وذلك بدعم قوي من 139 سهماً صاعداً تفوق على 87 سهماً هابطاً، في مشهد يعكس قدرة السوق السعودي على التماسك رغم التحديات والتوترات الاقتصادية العالمية المستمرة.

شهدت ثلاثة قطاعات رئيسية في السوق حركة صاعدة متميزة، حيث قاد قطاع البنوك المكاسب بارتفاع نسبته 0.31%، تلاه قطاع الطاقة بصعود 0.14%، فيما سجل قطاع الاتصالات مكاسب محدودة بنسبة 0.03%. في المقابل، واجه قطاع المواد الأساسية ضغوطاً بيعية أدت إلى تراجعه بنسبة 0.54%، مما يشير إلى انتقائية واضحة في تحركات المستثمرين.

تصدرت ثلاثة أسهم قائمة الرابحين، حيث حقق سهم "مهارة" أعلى المكاسب بنسبة 3.71%، يليه سهم "طباعة وتغليف" الذي صعد بنسبة 2.56%، ثم سهم "مجموعة فتيحى" بارتفاع 2.53%. هذا التنوع في الأسهم الرابحة يعكس انتشار الثقة عبر قطاعات متعددة وليس تركزها في قطاع واحد فقط.

على الجانب الآخر، واجهت بعض الأسهم ضغوطاً بيعية، حيث تصدر سهم "ينساب" قائمة الهابطين بتراجع 4.67%، تلاه سهم المتقدمة بانخفاض 3.86%، ثم سهم "أسمنت الشرقية" بتراجع 2.08%. رغم هذا التراجع في جلسة التداول المرصودة، إلا أن ارتفاع سهم المتقدمة شهد تطوراً لافتاً في الجلسات التالية.

في تطور مهم، واصل سهم المتقدمة للبتروكيماويات مساره الصاعد للجلسة الثالثة على التوالي، مرتفعاً بنسبة 5.15% ليضيف نحو 3.92 ريال إلى قيمته منذ بداية موجة الصعود الأخيرة. وخلال التداولات، بلغ السهم أعلى مستوى له عند 37 ريالاً قبل أن يقلص جزءاً من مكاسبه ويغلق عند 36.76 ريالاً، وهو أعلى إغلاق منذ أكثر من عشرة أشهر.

حقق سهم المتقدمة مكاسب إجمالية بنسبة 14.5% منذ بداية عام 2025، مقارنة بإغلاقه عند 32.10 ريال في نهاية ديسمبر الماضي. وشهد السهم نشاطاً تداولياً ملحوظاً، بإجمالي قيم بلغت نحو 83.24 مليون ريال عبر 12.92 ألف صفقة، وبعدد أسهم متداولة تجاوز 2.29 مليون سهم، مما يؤكد الاهتمام الكبير من المستثمرين.

دعمت النتائج المالية القوية هذا الأداء المتميز، حيث أعلنت "المتقدمة" عن قفزة في أرباحها الفصلية بنسبة 96.4% لتسجل 81.6 مليون ريال بنهاية الربع الثاني 2025، مقابل 41.6 مليون ريال في الفترة ذاتها من العام الماضي. وأرجعت الشركة هذا النمو الاستثناري إلى ارتفاع صافي الإيرادات بنسبة 8% بدعم من زيادة المبيعات بنحو 20% مع بدء التشغيل الأولي لأحد خطوط إنتاج البولي بروبلين في مشروعها الجديد.

ساهمت عوامل إضافية في تحسن الأداء المالي، حيث استفادت الشركة من انخفاض أسعار البروبان بنسبة 8% والبروبيلين المشترى بنسبة 18%، إضافة إلى غياب الخسائر التي تكبدتها في استثمارها بشركة "إس كيه أدفانسد" والتي بلغت 33 مليون ريال في الربع المماثل من العام الماضي. هذه العوامل مجتمعة عززت من الثقة في قدرة الشركة على مواصلة نموها المستدام.

في إطار قطاع البتروكيماويات الأوسع، شهدت أسهم الشركات الرائدة في هذا المجال حركة صاعدة قوية، حيث نجح سهم "سابك" في اختراق مستوى المقاومة الفني عند 61.10 ريال، مع توقعات بمواصلة الصعود نحو 66.50 ريال. كما حقق سهم "سبكيم العالمية" مكاسب قوية بعد تجاوزه مستوى 19.72 ريال، متجهاً نحو مقاومة جديدة عند 22.12 ريال.

وسجل سهم "كيان السعودية" أداءً إيجابياً بعد اختراقه المسار الهابط السابق، مما يعزز احتمالية صعوده إلى 5.40 ريال، مع إمكانية استهداف 6.25 ريال حال استمرار الزخم الشرائي. هذا الأداء الجماعي لأسهم البتروكيماويات يعكس ثقة المستثمرين في مستقبل هذا القطاع الحيوي في الاقتصاد السعودي.

يرى المحللون الفنيون أن استمرار الأداء الإيجابي لأسهم قطاع البتروكيماويات مرتبط بثبات الأسعار فوق مستويات الدعم المخترقة، مما يعزز فرص مواصلة الموجة الصاعدة خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ظل تحسن العوامل الفنية وارتفاع مستويات السيولة في السوق السعودي.

على صعيد متصل، أعلنت شركة بحر العرب لأنظمة المعلومات عن ترسية مشروع الخدمات المدارة لتشغيل أنظمة التعلم الإلكتروني وتطوير المقررات الإلكترونية بعمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد مع جامعة الملك عبدالعزيز، بقيمة 11.76 مليون ريال شاملة ضريبة القيمة المضافة، مع توقع توقيع العقد في 24 سبتمبر 2025 لمدة 36 شهراً.

في إطار التطورات المصرفية، كشف البنك السعودي الأول عن اعتزامه إصدار سندات رأسمال من الشريحة الثانية خضراء مقوّمة بالدولار الأمريكي من خلال طرحها على المستثمرين المؤهلين داخل المملكة وخارجها بموجب برنامجه للسندات متوسطة الأجل، بهدف تحسين رأس المال وتلبية الأغراض الاستراتيجية للبنك.

وسط هذه التطورات المحلية الإيجابية، تواجه الأسواق العالمية تحديات متنوعة، حيث تراجع اليورو عن أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مقابل الدولار الأمريكي بسبب عمليات جني الأرباح، بينما التقط الين الياباني أنفاسه بعد مكسب يومي ضخم، وسط ترقب المستثمرين لقرارات البنوك المركزية العالمية حول أسعار الفائدة.

يأتي هذا الأداء المتماسك للسوق السعودي في ظل بيئة اقتصادية عالمية معقدة، مما يعكس قوة الأسس الاقتصادية للمملكة وثقة المستثمرين في قطاعاتها المختلفة، خاصة قطاع البتروكيماويات الذي يواصل إظهار مرونة عالية وقدرة على تحقيق النمو المستدام رغم التحديات الخارجية.

تشير هذه المؤشرات الإيجابية إلى أن السوق السعودي يتمتع بأسس قوية تمكنه من الصمود أمام التقلبات العالمية، مع استمرار جاذبيته للاستثمارات المحلية والأجنبية، خاصة في ظل الإصلاحات الاقتصادية المستمرة ومشاريع رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز دور القطاع الخاص في النمو الاقتصادي.

نورة الفارسي

نورة الفارسي

أتمتع بخبرة تمتد لأكثر من خمسة عشر عامًا في تغطية القضايا الاقتصادية الرئيسية والتحليل المالي في الخليج ومصر.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد