60 فداناً وملعب جولف واحد.. كيف تحدى مشروع 'كنان' صعيد مصر بـ16% فقط نسبة بنائية؟

أطلقت شركة ابني للتطوير العقاري مشروع "كنان" الاستثنائي بمدينة سوهاج الجديدة، مُتحدية طبيعة صعيد مصر بتطبيق نسبة بنائية منخفضة تبلغ 16% فقط على مساحة 60 فداناً، مما يضعه في مقدمة المشروعات العقارية المبتكرة التي تُعيد تعريف مفهوم التطوير العمراني في المنطقة.

يُمثل هذا المشروع تجربة فريدة في منطقة الصعيد، حيث نجح في كسر القواعد التقليدية للبناء من خلال تخصيص 84% من إجمالي المساحة للمناطق الخضراء والمرافق، بينما اكتفى بـ16% فقط للمباني السكنية. هذا التوجه الجريء يعكس فلسفة جديدة في التطوير العقاري تُركز على جودة الحياة والاستدامة البيئية أكثر من الكثافة السكانية.

تمكنت شركة ابني من تحقيق هذا التوازن الاستثنائي من خلال التصميم الذكي الذي يُوزع الوحدات السكنية بطريقة تُعظم الاستفادة من المساحات الخضراء. المشروع يضم أول ملعب جولف في صعيد مصر، والذي يُشكل نقطة جذب رئيسية تُبرر النسبة المنخفضة للبناء. هذا الملعب ليس مجرد مرفق ترفيهي، بل استثمار استراتيجي يُضيف قيمة عقارية هائلة للمشروع ويجذب شريحة جديدة من المستثمرين والسكان إلى المنطقة.

الجانب البيئي للمشروع يُظهر التزاماً حقيقياً بالاستدامة، حيث تساهم شركة ابني في زراعة 2000 نخلة و4000 شجرة بمدينة سوهاج الجديدة. هذه المبادرة البيئية تتجاوز حدود المشروع لتشمل المدينة بأكملها، مما يُعزز من جاذبية المنطقة كوجهة للسكن والاستثمار. النسبة المنخفضة للبناء تُتيح مساحات واسعة لهذه المبادرات الخضراء، مما يخلق بيئة صحية ومستدامة للسكان.

موقع المشروع الاستراتيجي عند مدخل مدينة سوهاج من الطريق الغربي، وقربه من مطار سوهاج الدولي، يُعطي مبرراً إضافياً للنسبة المنخفضة للبناء. هذا الموقع المميز يُتيح للمشروع أن يكون بوابة حضارية للمدينة، حيث تُشكل المساحات الخضراء الواسعة انطباعاً أولاً إيجابياً عن التطوير العمراني في المنطقة.

يُعد المشروع جزءاً من الشراكة الاستراتيجية الأولى بين شركة ابني وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في صعيد مصر. هذه الشراكة مكّنت من تطبيق معايير تطوير مختلفة عن المألوف، حيث يُركز على جودة البيئة السكنية بدلاً من الكثافة السكانية. النسبة المنخفضة للبناء تُمثل نموذجاً يُمكن تطبيقه في مشروعات مستقبلية أخرى في الصعيد.

بالإضافة إلى ملعب الجولف، يضم المشروع أول مدينة ترفيهية بمعايير عالمية في صعيد مصر، مما يُبرر الاستثمار في المساحات الواسعة بدلاً من زيادة عدد الوحدات السكنية. هذا التوجه يُعكس فهماً عميقاً لاحتياجات السوق في المنطقة، حيث يُقدم نمط حياة جديد يجمع بين السكن والترفيه في بيئة خضراء.

نجح المشروع في إثبات أن التطوير المستدام ليس مجرد مفهوم نظري، بل واقع قابل للتطبيق حتى في المناطق النامية مثل صعيد مصر. النسبة المنخفضة للبناء تُمثل تحدياً اقتصادياً واضحاً، لكن شركة ابني تمكنت من تحويل هذا التحدي إلى ميزة تنافسية من خلال التركيز على القيمة المضافة بدلاً من الكمية.

يُتوقع أن يُصبح مشروع "كنان" نموذجاً يُحتذى به في التطوير العقاري المستدام بمنطقة الصعيد، مما قد يُشجع شركات أخرى على تبني مناهج مماثلة تُعطي الأولوية للاستدامة البيئية وجودة الحياة.

نورة الفارسي

أتمتع بخبرة تمتد لأكثر من خمسة عشر عامًا في تغطية القضايا الاقتصادية الرئيسية والتحليل المالي في الخليج ومصر.

قم بمشاركة المقال