صادم: الضمان الاجتماعي يضع 18.2 مليار دينار في مشروع واحد... هل تتبخر مدخرات 2 مليون أردني؟!

18.2 مليار دينار - هذا هو المبلغ الذي يقرر مصير معاشات 2 مليون أردني في استثمار يصفه الخبراء بأنه "مصيري". كل أردني ثالث أصبح شريكاً غير مباشر في أكبر مشروع عقاري في تاريخ المملكة. قرار استثماري لا رجعة فيه قد يغير وجه التقاعد في الأردن إلى الأبد.

كشف د. عمر ملحس، رئيس مجلس استثمار أموال صندوق الضمان الاجتماعي، عن اقتناء الصندوق لـ12% من مشروع "عمرة" الضخم الذي يمتد على مساحة 56 ألف دونم، مما يجعله شريكاً في 40% من الشركة المالكة. وأوضح ملحس: "هذا استثمار طويل الأجل يهدف لتعزيز الاستثمارات الاستراتيجية". المشروع أثار صدمة بين المشتركين الذين طرحوا تساؤلات حول أمان مدخراتهم، فيما انقسمت ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض.

تعود سياسة الضمان إلى تنويع الاستثمارات والتوسع في العقارات حتى 10% من الموجودات. يدفع البحث عن عوائد أعلى من السندات الحكومية الصندوق نحو المخاطر الجديدة. يُقارن هذا التحرك باستثمارات سابقة للضمان في العقارات، ويستلهم من نماذج دولية لصناديق التقاعد. توقعات الخبراء تتباين بين مؤيد للعوائد المتوقعة ومحذر من المخاطر الكامنة.

في ظل هذا الاستثمار الضخم، يعيش المواطنون حالة من القلق حول مستقبل معاشاتهم وتغير نظرتهم للضمان الاجتماعي. من المتوقع أن يُكمل تطوير المدينة الجديدة خلال 10-15 سنة، بينما تبقى العوائد متغيرة حسب نجاح المشروع. تتجلى الفرصة الكبيرة في إمكانية المساهمة في التنمية الوطنية، لكن تبقى المخاطر قائمة مع ضرورة الالتزام بالشفافية. اقتصاديون يحذرون، مطورون متفائلون، والمواطنون قلقون على مستقبلهم المالي.

استثمار ضخم يترك وراءه مخاطر وفرص متساوية، قد يؤثر بشكل مباشر على 2 مليون مشترك. مشروع قد يُعيد تشكيل صياغة الاستثمار الحكومي في الأردن، مع التأكيد على أهمية متابعة المشتركين وطلب الشفافية والمساءلة. ويبقى السؤال الأهم: "هل سيكون هذا الاستثمار بداية نهضة اقتصادية أم مخاطرة بمستقبل المتقاعدين الأردنيين؟"

وائل السعدي

اسمي وائل السعدي، أعمل محرّرًا للأخبار . أُركّز في عملي على متابعة المستجدّات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وأسعى دائمًا إلى تقديم تغطية شاملة 

قم بمشاركة المقال