عاجل: الأردن يحصل على تمويل دولي ضخم لمشروع ثوري يكافح التغير المناخي... هذا ما سيحدث في الجنوب!
في تطور مفاجئ هز الأوساط العلمية والبيئية، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن عن تمويل 3 بحوث فقط من بين مئات المقترحات المقدمة - وكلها تحمل أملاً أخيراً لإنقاذ جنوب الأردن من كارثة بيئية محققة. بينما تزور آلاف السياح البترا يومياً، تتراكم جبال النفايات على بعد كيلومترات قليلة منها، في مشهد صادم يكشف حجم التناقض البيئي الذي تعيشه المنطقة. الساعة البيئية تدق في جنوب الأردن - والوقت ينفد أمام منطقة تحتضر بصمت.
في إعلان تاريخي بجامعة الطفيلة التقنية، كشف المسؤولون عن تفاصيل مشروع ثوري يهدف لمكافحة التغير المناخي من خلال إدارة النفايات الصلبة، بتمويل كندي كامل. "نحن أمام فرصة تاريخية لتغيير الواقع البيئي المرير في الجنوب"، قال الدكتور حسن الشلبي، رئيس جامعة الطفيلة، وسط صدمة إيجابية بين الباحثين الحاضرين. أم محمد، 45 سنة، من قرية نائية في الشوبك تشكو من انتشار الروائح الكريهة من مكب النفايات العشوائي القريب من منزلها، تعلق بحسرة: "أخيراً شعرنا أن هناك من يهتم لأمرنا".
هذا المشروع الطموح يأتي بعد عقود من الإهمال البيئي في منطقة تضم 60% من مساحة المملكة لكن تعاني من أسوأ خدمات إدارة النفايات. إدارة النفايات في جنوب الأردن كمحاولة ملء برميل مثقوب بالماء - كما يصفها خبراء البيئة. الضغوط المتزايدة من الالتزامات المناخية الدولية والشراكة الكندية الأردنية دفعت المسؤولين للبحث عن حلول جذرية. رنا صالح، نائب مدير برنامج المسارات الخضراء في الأمم المتحدة، تؤكد: "الحلول المبتكرة لم تعد خياراً بل ضرورة حتمية لمواجهة التغير المناخي".
البحوث الثلاثة المختارة تشمل تحليل الأطر القانونية من جامعة العلوم التطبيقية، ونظام إدارة ذكي لنفايات البترا من جامعة مؤتة، ودراسة مبتكرة حول استخدام الصوف الطبيعي من جامعة الحسين بن طلال. الدكتور سطام الشوقور، الباحث الشاب من مؤتة، نجح في تطوير نموذج ذكي لإدارة النفايات قد ينقذ مدينة البترا السياحية من التلوث المحيط بها. التوقعات تشير إلى ظهور حلول عملية خلال 18 شهراً قد تخلق فرص عمل جديدة وتحسن جودة الهواء لآلاف السكان. أحمد الراعي، 30 سنة، من وادي موسى يقول بأمل: "شاهدت تدهور الأرض أمام عيني، نحتاج حلول عاجلة - وهذا ما نراه اليوم".
3 بحوث، 3 جامعات، أمل واحد لإنقاذ جنوب الأردن من كارثة بيئية تتفاقم يوماً بعد يوم. التوقعات تشير إلى إمكانية تطوير نموذج أردني رائد في إدارة النفايات خلال السنوات القادمة، قد يصبح مرجعاً للمنطقة العربية. لكن النجاح الحقيقي يحتاج لمتابعة مستمرة ودعم محلي مكمل للتمويل الأجنبي. السؤال المحوري الآن: هل ستكون هذه البداية الحقيقية لإنقاذ بيئة الجنوب، أم مجرد وعود ورقية أخرى ستذروها رياح الصحراء؟
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط