عاجل.. تداعيات القرار الجمركي الأمريكي.. هل يغير ميزان المصالح بين الأردن والولايات المتحدة؟

في إعلان جديد أثار العديد من ردود الفعل، أعلن الرئيس الأمريكي عن فرض قرار جمركي جديد يؤثر بشكل مباشر على العلاقات الاقتصادية الأردنية الأمريكية. هذا القرار الذي أتى ضمن مجموعة من الإجراءات الحمائية يعيد صياغة المعادلات التجارية بين البلدين، مما يثير التساؤلات حول دلالاته الاستراتيجية وأثره على الأردن في ضوء تزايد التيارات القومية الاقتصادية داخل الولايات المتحدة.
القرار التنفيذي رقم 14256 الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي يتضمن فرض تعريفات جمركية تبدأ بنسبة 10% وتصل حتى 49% على بعض الواردات للدول التي تم تحديدها، ومن بينها الأردن. هذه الزيادة المفاجئة في الرسوم الجمركية تُعتبر بمثابة ضربة قوية للعديد من القطاعات الاقتصادية الأردنية، لا سيما تلك التي تعتمد بشكل كبير على السوق الأمريكي.
وفقًا للبيانات الرسمية، كان هناك انخفاض تدريجي في الصادرات الأردنية خلال الفترة الماضية، لكن القرار الجديد سيزيد الطين بلة وقد يسبب تأثيرات واسعة تمتد إلى آلاف العاملين في الصناعات التحويلية. وبما أن الولايات المتحدة تمثل شريكًا رئيسيًا في الأسواق الأردنية، فإن هذه التغييرات الجمركية قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في مسار حركة التجارة.
على مدى سنوات، شكلت اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن والولايات المتحدة حجر الزاوية في التعاون التجاري بين البلدين. الاتفاقية التي تم توقيعها عام 2000 ومن ثم دخولها حيز التنفيذ الكامل في 2010، وضعت الأردن في موقع ملائم للوصول إلى الأسواق الأمريكية دون قيود جمركية، شرط الالتزام بقواعد المنشأ الخاصة ببعض المنتجات. لكن، بعد القرار الجمركي الجديد، يتبادر السؤال: هل لا تزال هذه الاتفاقية كافية لحماية المصالح الاقتصادية الأردنية؟
الاتفاقية تنص على إعفاء السلع الأردنية من الرسوم الجمركية بشكل كامل طالما التزمت بقواعد المنشأ التي تقتضي أن يكون 35% من المكونات إما من الأردن أو من الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن الإجراء الجمركي الأمريكي الجديد يترك أثرًا مغايرًا على العلاقة الثنائية هذه، حيث ينذر بضرورة تفعيل آليات أخرى لمواجهة التحديات، مثل الاعتراض القانوني أو الضغط الدبلوماسي لضمان عدم تعريض الاتفاقية لأي تهديدات مستقبلية.
تداعيات القرار الأمريكي لا تقتصر على الجانب الاقتصادي وحسب، بل تمتد لتتداخل مع البعد السياسي للعلاقات الثنائية. وعلى الرغم من العلاقات المتينة بين البلدين، إلا أن هذه الخطوة تلقي بظلالها على ضرورة إعادة تقييم تلك الشراكة واستكشاف آفاق جديدة. البرلمان الأردني قد يلعب دورًا رئيسيًا في متابعة التطورات والتحرك لحماية المصالح الوطنية، بالإضافة إلى تفعيل اتفاقيات تعاون أخرى يمكن أن تُسهم في تخفيف الضغط الاقتصادي.
بناءً على هذه المستجدات، يصبح من الأهمية بمكان أن تتخذ الحكومة الأردنية إجراءات عاجلة، ليس فقط من خلال المسارات القانونية، ولكن أيضًا عبر البحث عن فرص تجارية بديلة. تعزيز الشراكات الاقتصادية مع دول أخرى، وتوجيه الجهود نحو تنويع الصادرات سيكون جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجية الشاملة لمواجهة التحديات القادمة. يتطلب الوضع الحالي عملاً دؤوبًا وضغطًا دبلوماسيًا يرسخ الرؤية الاستراتيجية للأردن في التعامل مع القرارات الحمائية الأمريكية.
ينبغي على كل من الحكومة والقطاع الخاص العمل على تعزيز القدرات المحلية وتقليل الاعتماد على السوق الأمريكي بشكل تدريجي، لضمان استقرار اقتصادي محلي بعيدًا عن أي هزات خارجية محتملة.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط