عاجل: عاصفة رعدية عنيفة تضرب الأردن اليوم… تحذير من سيول مدمرة وثلوج في الجنوب!

في تطور مذهل يُظهر عظمة الطبيعة الأردنية، يشهد المملكة اليوم فارقاً صادماً في درجات الحرارة يبلغ 19 درجة مئوية بين شمالها وجنوبها، في نفس اللحظة التي تتساقط فيها الثلوج على قمم الجبال الجنوبية بينما تنعم العقبة بطقس صيفي دافئ. إدارة الأرصاد الجوية تطلق تحذيرات عاجلة من سيول مدمرة وانجماد ليلي خلال الساعات القادمة، في مشهد جوي استثنائي لم تشهد المنطقة مثيله منذ سنوات.

تضرب موجة طقس قطبية عنيفة الأراضي الأردنية اليوم، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى درجة واحدة مئوية فقط في مرتفعات الشراة، مقابل 20 درجة دافئة في خليج العقبة. أبو محمد، سائق من الطفيلة، يروي تجربته المرعبة: "أُجبرت على التوقف 3 ساعات كاملة بسبب الضباب الكثيف الذي حجب الرؤية تماماً، كان المشهد مخيفاً". بينما يتدفق الرعد في سماء الجنوب وتتساقط حبات البرد، تتشكل السيول الجارفة في الأودية كأنهار هائجة تُحدث صدىً مرعباً يُسمع من مسافات بعيدة.

هذا التنوع المناخي المذهل ليس مفاجئاً في الأردن، الذي يُعتبر معجزة جغرافية حقيقية تحتوي على 12 منطقة مناخية مختلفة في مساحة لا تتجاوز 89 ألف كيلومتر مربع. الدكتور منير الشوابكة، خبير الأرصاد، يوضح: "هذا طقس شتوي نموذجي يُظهر التنوع المناخي الاستثنائي للأردن، فالموقع الجغرافي والتضاريس المتنوعة تخلق هذه الظاهرة المدهشة". المشهد يُذكرنا بموجة البرد التاريخية في شتاء 2013 التي شلّت الحركة لأيام، لكن الخبراء يتوقعون استقراراً تدريجياً بحلول نهاية الأسبوع.

بينما يسود الذعر بين السائقين من مخاطر الانزلاق والسيول، يرقص المزارعون فرحاً بهذه البركة السماوية. المزارع أحمد الزعبي من عجلون يقول بحماس: "هذه الأمطار الغزيرة ستُنقذ موسمنا الزراعي وتملأ آبارنا، إنها نعمة حقيقية". تتأثر الحياة اليومية بشدة: إلغاء المواعيد، تأخير الأعمال، زيادة هائلة في الطلب على التدفئة، بينما تعيش أم سالم من العقبة في عالم مختلف تماماً: "نحن ننعم بطقس دافئ رائع بينما الشمال يعاني من البرد القارس". السيناريو المتوقع يحمل في طياته فرصة ذهبية لتحسين الأمن المائي وانتعاش القطاع الزراعي، لكن مع ضرورة الحذر الشديد من مخاطر السيول المدمرة.

في يوم استثنائي شهد تنوعاً مناخياً مذهلاً من الطقس القطبي إلى المداري، يستعد الأردن لأيام قادمة من الاستقرار التدريجي، لكن التأثيرات الإيجابية لهذه الأمطار المباركة ستستمر شهوراً طويلة. المطلوب الآن: ابقوا في منازلكم، تجنبوا السفر غير الضروري، وتمتعوا بمشاهدة هذا العرض الطبيعي الخلاب من خلف النوافذ. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستتكرر هذه المعجزة المناخية قريباً؟ الطبيعة وحدها تحتفظ بأسرارها المدهشة.

وائل السعدي

اسمي وائل السعدي، أعمل محرّرًا للأخبار . أُركّز في عملي على متابعة المستجدّات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وأسعى دائمًا إلى تقديم تغطية شاملة 

قم بمشاركة المقال