قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

صادم: 47,840 عاملاً في التكنولوجيا بالأردن... والنساء 33% فقط من القوى العاملة!

صادم: 47,840 عاملاً في التكنولوجيا بالأردن... والنساء 33% فقط من القوى العاملة!
نشر: verified icon وائل السعدي 16 ديسمبر 2025 الساعة 06:00 صباحاً

في تطور يهز أركان سوق العمل الأردني، تكشف أحدث الإحصائيات الرسمية أن 96% من القيادات التقنية في المملكة يسيطر عليها الرجال، رغم أن النساء يشكلن ثلث القوة العاملة في قطاع التكنولوجيا. هذه الصدمة الإحصائية تأتي وسط فجوة مهارات متسعة تهدد مستقبل 50,000 وظيفة تقنية في الأردن، في وقت تشهد فيه المملكة إنتاج 12,000 خريج تقني سنوياً - رقم يضعها في مقدمة دول المنطقة.

الأرقام الصادمة لم تتوقف عند هذا الحد، فقد كشفت الدراسة الوطنية للمهارات الرقمية 2025 أن 47,840 عاملاً وعاملة يشغلون وظائف تقنية في المملكة، بينما تصارع الشركات للعثور على المهارات المناسبة. "القيمة الحقيقية ستتجسد في قدرتنا على تحويل التوصيات إلى خطوات عملية"، يقول المهندس سامي سميرات، وزير الاقتصاد الرقمي، وسط رنين أجراس الإنذار في قاعات الجامعات ومكاتب الشركات. سارة أحمد، خريجة هندسة البرمجيات، تجسد هذه المأساة: "أبحث عن عمل منذ 6 أشهر بسبب نقص المهارات العملية المطلوبة."

هذه الدراسة، التي تُجرى كل عامين كمؤشر لنبض السوق التقني المتغير، تأتي في لحظة حاسمة من التسارع الهائل في متطلبات الاقتصاد الرقمي. كما شهد الأردن طفرة في قطاع الخدمات في العقود الماضية، يقف اليوم على أعتاب عصر التكنولوجيا، لكن فجوة المهارات الرقمية تشبه جسراً منقطعاً بين ضفتي التعليم والعمل. الخبراء يحذرون من اتساع هذه الفجوة، بينما يبدون تفاؤلاً حذراً حول إمكانيات النمو، شريطة التحرك السريع لمواجهة التحدي.

التأثير يمتد إلى كل بيت أردني: من الخريج الشاب الذي يصارع للعثور على وظيفة مناسبة، إلى المواطن الذي ينتظر خدمات رقمية محسنة. التحول الجذري في منظومة التعليم التقني أصبح ضرورة حتمية، وليس مجرد خيار. الفرص الذهبية للاستثمار في التدريب تقابلها تحذيرات جدية من هجرة المواهب للخارج. أحمد الزعبي، مدير شركة تطوير تطبيقات، يصف الواقع بمرارة: "نواجه صعوبة كبيرة في العثور على مطورين يمتلكون المهارات العملية." بينما محمد العتوم، المبرمج الشاب، يحكي قصة نجاح مختلفة بعد تطوير مهاراته وفق متطلبات السوق الحديثة.

الأردن اليوم على مفترق طرق حاسم بين التطور التقني والتخلف عن الركب العالمي. الوقت أمامنا محدود لسد الفجوة واستغلال الفرص الذهبية التي يوفرها وجود 12,000 خريج تقني سنوياً. السؤال الذي يحدد مصير جيل كامل يبقى معلقاً: هل سيتمكن الأردن من تحويل تحدي فجوة المهارات إلى فرصة لريادة إقليمية، أم سيشهد هجرة مواهبه النادرة للخارج؟

وائل السعدي

وائل السعدي

اسمي وائل السعدي، أعمل محرّرًا للأخبار . أُركّز في عملي على متابعة المستجدّات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وأسعى دائمًا إلى تقديم تغطية شاملة 

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد