عاجل: الأرصاد تحذر من "جحيم" 48 درجة اليوم - خطر الموت داخل السيارات والسيول تهدد الجنوب!
في تطور مناخي صادم يهز المملكة الأردنية، تسجل درجات الحرارة اليوم أرقاماً قياسية تصل إلى 48 درجة مئوية - حرارة تكفي لطهي البيض نيئاً وتحويل مقود سيارتك إلى مكواة محرقة. في نفس اللحظة التي تقرأ فيها هذه الكلمات، يتعرض 10 ملايين أردني لدرجات حرارة تفوق حرارة الدم البشري بـ11 درجة كاملة، في موجة حر استثنائية تستمر لأربعة أيام متتالية. أمامك 72 ساعة فقط لتجهيز نفسك ومنزلك لما قد يكون أشرس موجة حر هذا العقد.
"لم أر في 20 عاماً من العمل غباراً يحجب الرؤية تماماً كما حدث أمس"، يقول سالم الرواشدة، سائق شاحنة على الطريق الصحراوي، بينما تكافح عيناه دموع التأثر من الغبار المحرق. إدارة الأرصاد الجوية تطلق تحذيراتها الأشد خطورة: "خطر التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة وعدم ترك الأطفال داخل المركبات المغلقة ولو لفترة قصيرة". في الأغوار الشمالية وخليج العقبة، تصل درجات الحرارة إلى 48 مئوية، بينما يسجل الفارق المذهل 20 درجة كاملة بين أبرد وأحر منطقة في نفس اليوم - رقم أكبر من الفارق بين فصلي الربيع والصيف في بعض البلدان الأوروبية.
هذه ليست مجرد موجة حر عادية، بل تكرار مخيف لسيناريو مدمر عشناه من قبل. موجة الحر المدمرة عام 2010 أدت لانقطاعات كهرباء واسعة شلّت الحياة في المملكة لأيام. اليوم، تحذر الدكتورة فاطمة العلاونة، أخصائية المناخ: "هذه مؤشر على تغيرات مناخية خطيرة قادمة". الخبراء يربطون هذا التطرف المناخي بتأثير الكتلة الهوائية القادمة من الصحراء العربية، مدعومة بمرتفع جوي مداري يحبس الحرارة فوق المنطقة كفرن عملاق لا يرحم.
أم محمد، 65 عاماً من الأغوار الشمالية، تكافح صعوبة في التنفس بينما تقارب درجة الحرارة أمام منزلها الـ48 درجة. المشاهد في الشوارع تحكي قصة معاناة: سراب يرقص على الأسفلت المذاب، أوراق الأشجار الذابلة تتساقط كالدموع، وسماء ملبدة بالغبار تحجب الشمس كستار أصفر خانق. ارتفاع استهلاك الكهرباء بنسبة مدمرة سيؤدي لفواتير تزيد 40-60%، بينما تشهد المستشفيات تدفق حالات الإجهاد الحراري. العواصف الترابية تتحرك كقطار سريع محمّل بستائر من التراب، مما يجعل القيادة مخاطرة حقيقية بالحياة.
بينما تتراجع الموجة الحارة تدريجياً نهاية الأسبوع، يبقى السؤال الأهم معلقاً في هواء المملكة المحرق: هل نحن مستعدون فعلاً لعصر جديد من التطرف المناخي؟ الحاج عبدالله البدوي، راعي الأغنام ذو الثمانين عاماً، يحذر بحكمة البادية: "قرأت في السحاب قدوم حر أشد في السنوات القادمة". اشرب 4 لترات من المياه يومياً، تجنب الخروج بين 11 صباحاً و4 عصراً، وتذكر: حياتك أهم من أي موعد أو التزام في هذه الأيام القاتلة.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط