عاجل: الأرصاد الأردنية تكشف الموعد المحدد لدخول الشتاء فلكياً - أقصر نهار في السنة خلال ساعات!

في تطور فلكي حتمي يحدث مرة واحدة كل عام، يستعد 6.5 مليون أردني لمواجهة أطول ليل وأقصر نهار في السنة، حيث سيبدأ الأحد المقبل رسمياً أقسى 40 يوماً في العام - مربعانية الشتاء التي تحمل في طياتها 30% من إجمالي الأمطار السنوية. الخبراء يحذرون: هذه الفترة قد تحدد مصير الموسم المطري بأكمله، فإما أن تكون نعمة مائية أو كارثة مناخية تشبه شتاء 1973 المدمر.

كشف رائد آل خطاب، مدير إدارة الأرصاد الجوية الأردنية، أن الانقلاب الشتوي سيجلب معه تحولاً درامياً في طول النهار والليل، حيث سيتقلص النهار إلى 10 ساعات و3 دقائق فقط، بينما يمتد الليل لـ 13 ساعة و57 دقيقة. "المربعانية قلب الشتاء النابض،" يقول آل خطاب، مشيراً إلى أن هذه الفترة شهدت أرقاماً قياسية مذهلة: 14 درجة تحت الصفر في الشوبك عام 1992 - برد قاتل جعل الأنفاس تتجمد في الهواء، بينما سجلت العقبة 31.5 درجة مئوية في قلب يناير 1959.

منذ عام 1959، تحكي السجلات المناخية قصصاً مذهلة عن تطرف مناخي يحول الأردن من صحراء حارة في الجنوب إلى منطقة شبه قطبية في الشمال خلال ساعات قليلة. موسم 1973/1974 شهد هطول 215 ملم من الأمطار خلال المربعانية فقط - كمية تفوق ثلاثة أضعاف المعدل الطبيعي لمناطق صحراوية بأكملها. في المقابل، عانى الأردنيون في موسم 2013/2014 من جفاف قاتل حيث لم تتجاوز الأمطار 0.6 ملم، تاركة المزارعين يحدقون في أراضيهم المتشققة بيأس.

اليوم، بينما يستعد الأردنيون لدخول هذه المرحلة الحاسمة، تتضارب المشاعر بين الخوف من البرد القارس والأمل في عودة الثلوج لأول مرة منذ موسم 2021/2022. فواتير الكهرباء ستتضاعف، الطرق الجبلية قد تُغلق، وكبار السن سيواجهون تحدياً حقيقياً للبقاء دافئين. لكن في الوقت نفسه، المزارعون يحلمون بموسم مطري استثنائي يملأ السدود ويروي الأرض العطشى، بينما الأطفال ينتظرون بفارغ الصبر إمكانية بناء رجل الثلج الأول منذ سنوات.

مع اقتراب الساعات الأولى من أطول ليل في العام، يبقى السؤال الأهم: هل ستحمل مربعانية 2025 الخير والبركة للأردن، أم ستكرر سيناريو 1973 المرعب الذي ما زال محفوراً في ذاكرة من عاشوه؟ الـ40 يوماً القادمة ستجيب على هذا السؤال، وستحدد ما إذا كان الأردنيون سيتذكرون هذا الشتاء كموسم النعمة أو موسم المحنة.

وائل السعدي

اسمي وائل السعدي، أعمل محرّرًا للأخبار . أُركّز في عملي على متابعة المستجدّات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وأسعى دائمًا إلى تقديم تغطية شاملة 

قم بمشاركة المقال