صادم: الذهب يكسر حاجز الـ80 دينار لأول مرة في التاريخ - هل تنهار أحلام العرائس؟!

في تطور صادم هز السوق الأردني اليوم، كسر الذهب حاجز الـ80 دينار للغرام الواحد لأول مرة في التاريخ، مسجلاً أرقاماً فلكية لم تشهدها المملكة من قبل. هذا الرقم يعني أن طقم الذهب الذي يحلم به كل عروس أصبح يكلف أكثر من راتب موظف لثلاثة أشهر كاملة، في قفزة تاريخية تركت المواطنين في حالة ذهول تام.

وفق التسعيرة الرسمية الصادرة عن النقابة العامة لأصحاب محلات صياغة وتجارة الحلي والمجوهرات، وصل سعر بيع الغرام الواحد عيار 21 إلى 80 ديناراً، مقابل 77 ديناراً للشراء، بفارق 3 دنانير يعني خسارة فورية لأي مشتر. أم محمد، التي كانت تدخر منذ عامين لشراء طقم ذهب لابنتها العروس، تقول بحسرة: "كنت أحتاج 2000 دينار، والآن أحتاج 4000 دينار للطقم نفسه. حلم ابنتي أصبح بعيد المنال."

هذا الارتفاع الجنوني لم يأت من فراغ، بل نتيجة لموجة من التضخم العالمي وعدم الاستقرار الاقتصادي الذي يجتاح العالم. الخبراء يربطون هذا الارتفاع بما حدث في أزمات 2008 و2020، حين لجأ المستثمرون للذهب كملاذ آمن. د. سامر العمري، الخبير الاقتصادي، يحذر: "هذا الارتفاع مؤشر خطير على عدم استقرار اقتصادي عالمي، والأسوأ أن الذهب قد يصل إلى 100 دينار للغرام إذا استمرت الأزمات الحالية."

على الجانب الآخر، يبتسم أبو أحمد، الذي استثمر في الذهب قبل خمس سنوات، وهو يقول: "استثماري تضاعف ثلاث مرات. الذهب أنقذني من التضخم." لكن محمد الصائغ، صاحب أحد أشهر محلات المجوهرات في عمان، يروي مأساة أخرى: "الزبائن يدخلون ويسألون عن الأسعار، وعندما أخبرهم يصابون بصدمة ويخرجون فوراً. مبيعاتي انخفضت 70% خلال شهر واحد." هذا الواقع المؤلم يعكس حجم الأزمة التي تواجه آلاف العائلات الأردنية المقبلة على مناسبات الزواج والخطوبة.

والسؤال الذي يحير الجميع الآن: هل سنشهد وصول سعر الغرام إلى 100 دينار قريباً؟ الخبراء منقسمون، لكن المؤكد أن كل يوم تأخير في اتخاذ القرار - سواء بالشراء أو البيع - قد يعني دنانير إضافية أو مفقودة. الأسواق العالمية وحدها تحمل الإجابة، والوقت هو العامل الحاسم في هذه المعادلة المعقدة.

نورة الفارسي

أتمتع بخبرة تمتد لأكثر من خمسة عشر عامًا في تغطية القضايا الاقتصادية الرئيسية والتحليل المالي في الخليج ومصر.

قم بمشاركة المقال